-
/ عربي / USD
عمر وما أدراك ما عمر! إنه رجل من طفرات العبقريين ومن خاصة الخليقة، جمع جوانب العظمة من أطرافها، وكان للنبي صلى الله عليه وسلم وزيره الثاني مع أبي بكر، وهما له صلى الله عليه وسلم بمنزلة السمع والبصر.
بلغ من علو منزلته أن دعا الرسول صلى الله عليه وسلم رَبَّه بأن يعزّ الإسلام به، وامتدحه بأنَّ الله تعالى جعل الحق على لسانه وقلبه، وأخبر بأنه لو كان نبي بعده لكان عمر، وأن الشيطان يفرّ من طريقه، وأنه لم يرَ عبقرياً من الناس يفري فريَّه، وبشرّه بالجنة وبالشهادة، وأنه الباب الذي يحجز تدفق الفتن على الأمة!...
أسلمت له الأمةُ قيادها بعد الصديق فسلك بها الطريق، وبنى دولة شامخة باهرة تضاهي الدول المدنية المتطورة في عصرنا، وفتح الفتوحات الواسعة، ومصَّر الأمصار، وولّى الولاة، ودوَّن الدواوين، وفرض الرواتب والأعطيات، وسنَّ القوانين، وأسّس المؤسسات التي هي أشبه بالوزارات، وعيَّن لها الموظفين، وفَصَل بين السلطة التنفيذية والقضائية، وسلّط الأمة على رقابة المسؤولين، وحقق عالمية الإسلام، ونشر العدل، واعتبر نفسه مسؤولاً عن شاة تعثر في الطريق على شاطئ الفرات، وكان يقول: الحمد لله الذي جعل في رعيتي من إذا تعوَّجتُ قوّمني!...
وهذا الكتاب دراسة موسوعية علمية نقدية ممحِّصة لحقبة زمنية من أزهى أيام تاريخنا، تناول المؤلف مختلف جوانبها لإعطاء صورة متكاملة عن عمر وأخباره وسيرته وأعماله وأمجاده وفرائده، ودولته العظيمة، وسياسته الداخلية والخارجية، وكذلك المنافحة عنه ونفي كل شائبة تتعلق بسيرته في زمنٍ تسلَّل فيه المبغضون للطعن عليه والبغض له ولمن يحبه ويتسمَّى باسمه!!...
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد