يدخل هذا الكتاب في عالم الوثائق التاريخية الهامة، ويجمع بين دفتيه ترجمة لكتابين فرنسيين ترجمهما الدكتور يوسف نصر الله من كبار مسيحي مصر: أحدهما كتاب للدكتور روهلنج بعنوان (اليهودي على حسب التلمود) وتكلم فيه عن مضامين التلموذ ومنشئه وتكوينه ومخطوطاته وطبعاته المتعددة، وما...
يدخل هذا الكتاب في عالم الوثائق التاريخية الهامة، ويجمع بين دفتيه ترجمة لكتابين فرنسيين ترجمهما الدكتور يوسف نصر الله من كبار مسيحي مصر: أحدهما كتاب للدكتور روهلنج بعنوان (اليهودي على حسب التلمود) وتكلم فيه عن مضامين التلموذ ومنشئه وتكوينه ومخطوطاته وطبعاته المتعددة، وما فيه من عقائد خطيرة وغريبة. وثانيهما كتاب للدكتور شارل لوران بعنوان (تاريخ سورية لسنة 1840م)، تكلم فيه عن حادثة ذبح اليهود للقسيس الفرنسي الجنسية المسمى: الأب (البادري) توما وخادمه إبراهيم عمار، وإرسال دمهما إلى كبير الحاخامين ليدخلوه في خبز الفطير الذي يوزعه الحاخامون على الأسر اليهودية في عيد الفصح السنوي، ويتتبع الكتاب القضية، ويبيّن مصير الحكم بالإعدام على المجرمين القتلة. ويشير مؤلف الكتاب إلى المصير المؤسف الذي خلاصته أن أناساً من كبار أغنياء اليهود المتنفذين في أوروبا تداعوا لإنقاذ المحكوم عليهم، وأرسلوا مندوبين إثنين من فرنسا إلى مصر، وهما: كراميو، وموييز مونتيفيوري، فاتصلا بمحمد علي باشا والي مصر، ووالد إبراهيم باشا الذي كان جيشه يحتل سورية في ذلك العهد، فأصدر (فرماناً) بالعفو عن القتلة المحكوم عليهم !! وقد اسفر التحقيق في مقتل الأب توما وخادمه، عن أن فرقة متطرفة من عبدة التلموذ، هي التي كانت وراء هذه الحادثة – سيجد القارىء تفاصيل كثيرة عنها بالوقائع والشواهد في هذا الكتاب – وبهذا يتكامل الكتاب بمحتوياته بين غرائب من تشريعات التلمود وأخلاقياته في القسم الأول، وبين التطبيق الوحشي في تفاصيل القضية في القسم الثاني.