هذا الكتاب هو عرضٌ وتلخيص لرسالة الدكتوراه الموسومة بـ"الإتجاهات الأديولوجية في أدب الطفل العبري" التي نالت بها الباحثة سناء عبد اللطيف شهادة الدكتوراه في الأدب العبري الحديث من جامعة عين شمس في القاهرة.وفي هذا الكتاب وفيه رصدٌ للمحاور التي ركَّز الكُتّاب العبرانيون...
هذا الكتاب هو عرضٌ وتلخيص لرسالة الدكتوراه الموسومة بـ"الإتجاهات الأديولوجية في أدب الطفل العبري" التي نالت بها الباحثة سناء عبد اللطيف شهادة الدكتوراه في الأدب العبري الحديث من جامعة عين شمس في القاهرة.
وفي هذا الكتاب وفيه رصدٌ للمحاور التي ركَّز الكُتّاب العبرانيون عليها، نحاول أن نذكر بعضها جملة لندع التفصيلات إلى هذا الكتاب، من هذه المحاور: 1-التركيز على اللغة العبرية، لأنها العامل المهمّ لصهر اليهود الذي يتحدثون بلغات الشعوب التي كانوا يعيشون بين ظهرانيها، في بوتقة اللغة العبرية، كعنصر مهم في الرابطة (القومية) اليهودية، لأنها تعمل على توحيد اليهود، وتقريب الهوة الثقافية والحضارية بين الطوائف المختلفة في الكيان الصهيوني، وكوعاء لدمج المستوطنين القادمين من شتى أنحاء العالم، في مجتمع ذلك الكيان.
2-التركيز على الدين اليهودي، وعلى القيم التوراتية والتلمودية، وتعميقها في نفوس الصغار، لأنهم يخشون من إهمال فتيانهم وفتياتهم لشريعة التوراة، وتعاليم التلمود، فيبتعدون عن شعبهم اليهودي، وعن قضيتهم التي يسمونها (أرض الميعاد)، ولهذا العنصر مكان الصدارة في أدب الطفل العبري.
3-التركيز على التاريخ اليهودي، لربط الماضي بالحاضر، والحاضر بالماضي، برغم التزييف الكبير لذلك التاريخ المزعوم، لذلك فإن أدب الطفل العبري، وصحافة الأطفال، حفلت بالأحداث التاريخية التي تربط أطفال اليهود بتاريخهم وتراثهم، وتزيد معارفهم بأسلافهم... برموز اليهود الأبطال والقادة التاريخيين الذين حققوا إنتصارات هائلة على اليونان وغيرهم من الشعوب التي خاض اليهود معها معارك فاصلة!!.
4-ومن سمات أدب الطفل العبري أنه أدب عدواني، يسخر من الشعوب التي رُبِّيَ اليهود في أحضانها، وعاشوا على أرضها، وأكلوا من خيراتها، ونعموا بالأمن والطمأنينة فيها، وجنوا الثروات منها، ويهزأ من أشكالهم، من رؤوسهم، وعيونهم، وأنوفهم، وشعورهم، وجباههم؛ يسخر من الروسي، ومن البولندي، ومن العربي؛ وينظرون إلى غير اليهود (الغوييم) نظرة شك وإرتياب، ويلصقون بهم صفات الغدر، والخيانة، والوشاية، والوحشية، والعدوانية، تحقيراً لتلك الشعوب، التي ينفون عنها صفة الولاء للأوطان.
هذا بالنسبة إلى الشعوب غير العربية، أما نظرتهم إلى الشعب العربي، كما حفلت به كتبهم، وأقاصيصهم، ورواياتهم، ومسرحهم الموجَّه للصغار، فحدِّث ولا حرج، إذ تبدو نظرة الإستعلاء والتفوق على العرب بصور قبيحة، من خلال المقارنة الكاذبة بين اليهودي والعربي، وهي تشغل حيّزاً كبيراً في قصص الطفل العبري، من أجل تنمية الإحساس بالتفوق على الطفل العربي، بل والرجال العرب...