تعتبر دولة "إسرائيل" تجسيداً واقعياً لروح الجيتو المتزمتة الجامدة، حيث قامت على يد زعماء وقيادات عاشوا في أحياء الجيتو اليهودية قبل قدومهم إلى إسرائيل، لذلك فقد انعكست روح الجيتو المتزمتة المتعصبة بشكل خطير على أفكارهم وأعمالهم وقراراتهم السياسية. وهنا ترجع أهمية هذه...
تعتبر دولة "إسرائيل" تجسيداً واقعياً لروح الجيتو المتزمتة الجامدة، حيث قامت على يد زعماء وقيادات عاشوا في أحياء الجيتو اليهودية قبل قدومهم إلى إسرائيل، لذلك فقد انعكست روح الجيتو المتزمتة المتعصبة بشكل خطير على أفكارهم وأعمالهم وقراراتهم السياسية. وهنا ترجع أهمية هذه الدراسة التي يحاول فيها المؤلف رسم صورة للمعالم الرئيسية والعوامل الأساسية التي شكلت سلوك الشخصية اليهودية، فدراسة الجيتو تعطي مؤشرات هامة لفهم طبيعة التكوين النفسي لقيادات إسرائيل وماضيهم بكل ما يحمله من سلبيات وإيجابيات، وآثره في سلوكهم وتصرفاتهم من خلال تحليل الواقع الاجتماعي والأصول الفكرية والثقافية لحياة الجيتو، والمؤثرات التي أثرت على عقلية ونفسية اليهود الذين عاشوا فيه.
كما تأتي أهمية دراسة هذا الموضوع في إلقاء الضوء على جوانب التراث الفكري والتاريخي الذي أثر في الشخصية اليهودية، التي ظلت حبيسة حارات الجيتو قروناً طويلة تعيش في ظلمات الجهل والشعوذة والتخلف بعيدة عن نمط الحياة الإنساني المتجدد المتطور، وذلك حتى يمكننا تعرية الكيان الصهيوني وكشف حقيقته من خلال دراسة أصول هذا المجتمع.