التزوير... هذه الصفة التي يحملها الأدب اليهودي، هل هي طارئة فرضتها رغبات معيّنة، يتشابه فيها الكتّاب الصهاينة، أم أنّها متأصّلة في النفس اليهودية؟...إنّه السؤال الذي يتكرّر مع قراءة أيِّ نصٍّ أدبي، قصّة كان أم رواية وغيرهما، ذلك لأنّ أغلب - إن لم نقل كلّ - ما كُتب يلتقي عند هذه...
التزوير... هذه الصفة التي يحملها الأدب اليهودي، هل هي طارئة فرضتها رغبات معيّنة، يتشابه فيها الكتّاب الصهاينة، أم أنّها متأصّلة في النفس اليهودية؟...
إنّه السؤال الذي يتكرّر مع قراءة أيِّ نصٍّ أدبي، قصّة كان أم رواية وغيرهما، ذلك لأنّ أغلب - إن لم نقل كلّ - ما كُتب يلتقي عند هذه الصفة بالذات، وحولها تنتظم هذه النصوص، بل إنها تتوحّد معها عضوياً، تماماً مثلما تتوحّد في الإنصياع للخطاب السياسي ونبرة الأيدولوجيا المرتفعة، او الزاعقة بتعبير آخر.
والإنصياع لهذا الخطاب ألغى الفروقات بين المناشئ التي عاش الكتّاب الصهاينة فيها، وأوجد في أعماقهم ما يمكن أن نسمّيه الوطن الذهني حتّى قبل هجرتهم إلى فلسطين وتأسيس كيان خاص بهم، وبالتالي فإنه طبع كتاباتهم بصفاته التي يحملها بإعتباره المرجعية الأساس، في رؤيتهم المعاصرة، إلاّ أنه ليس السبب الوحيد.
وهكذا يمكن القول بأنّ الكتاب الذي يحرّم "أخذ اليهودي بجرم المراوغة والسرقة والكذب - حتى لو كان كذلك - لأنّ ذلك يعدُّ تجذيفاً على اسم الله القدوس" لا يمكن أن يكون أحد الكتب السماوية، وإذا كان هذا الكتاب ينصّ على: "يمكن لليهودي أن يغشّ المكاس - غير اليهودي - لئلاً يتنجّس اسم الله تعالى"، فماذا يمكن أن يقال فيه غير أنه تفاهة بشرية كتبها وعّاظ اليهودية التوراتية التي نصطدم إليها؟...