لقد تفاقمت مشكلة المخدرات في السنوات الأخيرة، وأصبحت مشكلة عالمية نقضُّ مضاجع المسؤولين وأجهزة الدولة، وترتبط هذه المشكلة بمشاكل أُخرى عديدة، مثل إنتشار الخمور، وإنتشار الجريمة، وإنتشاز الزنى واللواط وكافة الممارسات الجنسية من الإعتداء على المحارم من الأخوات والأمهات...
لقد تفاقمت مشكلة المخدرات في السنوات الأخيرة، وأصبحت مشكلة عالمية نقضُّ مضاجع المسؤولين وأجهزة الدولة، وترتبط هذه المشكلة بمشاكل أُخرى عديدة، مثل إنتشار الخمور، وإنتشار الجريمة، وإنتشاز الزنى واللواط وكافة الممارسات الجنسية من الإعتداء على المحارم من الأخوات والأمهات والبنات، وما يصحب ذلك من تفكّك عُرى المجتمع وتحطم كيان الأُسرة... وموجات القلق والكآبة (الكرب) والإنتحار.
لأهمية هذا الموضوع، تناوله موضوع الكتاب الذي بدأ بفصل عن تعريف المخدرات في الطب واللغة والقانون، ثم تناول فيه المؤلف المخدرات في الفقه الإسلامي بفصل ضافٍ، وأتبعه بموقف القانون من المخدرات وقارن بين الموقفين، وفي الفصل الثالث تحدث عن الخشخاش والأفيون المستخرج منه، وأقرباذين الأفيون، وإستخدام الأفيون في المجال الطبي، وجعل الفصل الرابع عن الأفيون والإستعمار وحروب الأفيون، وجعل الفصل السادس لموضوع إدمان الأفيون والأيدي الخفيّة، وأفرد الفصل السابع لطرق إنتقال الهرويين وأنواعه وأقرباذينه وطرق تعاطيه، وجعل الفصل الثامن للأضرار الإجتماعية والصحية لإدمان الأفيون ومشتقاته، وأوجز القول في الأضرار الإجتماعية لكثرة ما يكتب عنها في الصحف والمجلات وما يقال عنها في الإذاعة والتليفزيون، وأسهى في ذكر الأضرار الصحية لإدمان الأفيون ومشتقاته، لأن ما يكتب عنها قليل، وغالباً ما يكون مليئاً بالأخطاء، وجعل الفصل التاسع لعلاج حالات إدمان الأفيون ومشتقاته.
وأما الفصل العاشر فقد ذكر فيه بالتفصيل أقرباذين المورفين، وفيه معلومات هامة لا يستفيد منها المثقف العام فقط، بل الطبيب والصيدلي، وكذلك جعل الفصل الحادي عشر من أقرباذين مشتقات الأفيون والمورفين (ما عدا الهرويين الذي سبق ذكره)، وفيه معلومات هامة تفيد الطبيب وطالب الطب الصيدلي وكل متعلق بالمهنة الطبية، بالإضافة إلى إفادته المثقف العام، ونفس الشيء يمكن أن يقال عن الفصل الثاني عشر وهو عن المضادات والمعاضدات للأفيون ومشتقاته.
وأفرد الفصل الثالث عشر لموضوع جديد هو مورفينات الدماغ والجهاز العصبي، وهي لم تكتشف إلا عام 1973، وقد توسعت الأبحاث في هذا المجال وتشعبت وأصبحت إختصاصاً كاملاً، ولا يستطيع إلا المهتم من الأطباء الإلمام بما يجري فيه وحوله؛ وهذه المواد الطبيعية التي تشبه المورفين تفرزها خلايا الدماغ، والجهاز العصبي، والغدة النخامية، بل والجهاز الهضمي، وهي تعمل كمواد طبيعية في داخل الجسم لها وظائف عديدة، من أهمها إعطاء الشعور بالسعادة والدعة والراحة والسكون وتخفيف الإحساس بالألم...
وقد أفرد الفصل الرابع عشر للحلول التي رأها لمشكلة المخدرات، وقد أوجز في ذلك الفصل أبعاد المشكلة وأسبابها، ولم يجد حلاً شاملاً سوى الإسلام، والإسلام يستطيع عن طريق الإيمان الذي يبثّه في النفس أن يُزيل العوامل العديدة التي تدفع بالإنسان إلى تعاطي الخمور والمخدرات، وغيرها من الموبقات والآثام.