يقول ابن رجب الحنبلي: "المفتّر هو كل مخدر للجسد وإن لم ينته إلى حدِّ الإسكار كالبنج ونحوه"، وهذا يشمل المخدِّرات مثل: الأفيون، والهرويين، والمورفين، والمشتقات الأخرى المستخرجة منه، كما يدخل فيها قطعاً المهلوسات مثل الحشيش، والداتورة، والبنج (نبات السكران)، واللفّاح،...
يقول ابن رجب الحنبلي: "المفتّر هو كل مخدر للجسد وإن لم ينته إلى حدِّ الإسكار كالبنج ونحوه"، وهذا يشمل المخدِّرات مثل: الأفيون، والهرويين، والمورفين، والمشتقات الأخرى المستخرجة منه، كما يدخل فيها قطعاً المهلوسات مثل الحشيش، والداتورة، والبنج (نبات السكران)، واللفّاح، واليبروح، وجوزة الطيب بل والزّعفران... كما يدخل في ذلك التعريف الفطور المهلوسة مثل فطر الأرجوت، الذي ينمو على نبات الشوفان ويستخرج منه عقار إل. إس. دي (L. S. D) المهلوس، وفطر (بسيلوسيبي) المكسيكي وفطر (أمانيتا مسكاريا).
وتدخل مجموعةُ من العقاقير المنوِّمة والمهدِّئة إلى حدٍّ ما في هذا التعريف كما تدخل عقاقير أخرى مصنَّعة، والمستنشقات مثل غاز أول أوكسيد النتروز (الغاز الضاحك) والتولوين والبنزين والغراء، ولكن لا يدخل في هذا التعريف المواد المنبّهة سواء كانت نباتية مثل القات ونبات الكوكا، أو مصنّعة مثل الكوكايين (وهو أخطر المواد المنبّهة) ومجموعة الأمفيتامين ومشتقاتها التي تستخدم للتخسيس (إنقاص الوزن) وللسهر للمذاكرة أو العمل، أو للفوز بالمباريات الرياضية.
ونتيجة الإضطراب في التعريفات العديدة لمئات المواد التي يطلّق عليها جزافاً اسم المخدرات فإن توسع المؤلف في الفصل الأول في تعريف هذه المواد إبتداءً من الكحول (الخمور) وإنتهاءً بالمنبِّهات، مروراً بالمخدرات الحقيقية (Naycotics) وهي الأفيون ومشتقاته من المورفين والهرويين، والمهلوسات؛ وفي الفصل الثاني من البحث تعرض لمدى إنتشار هذه المشكلة مبتدئاً من إدمان النيكوتين، وهو الأوسع إنتشاراً، ثم الخمور وهي تلي النيكوتين في الإنتشار، ثم ما يسمَّى مخدرات، وفي الفصل الثالث تحدث عن أسباب إنتشار المخدرات، وقد قسمها إلى أسباب متعلقة بالإنتاج، وتشمل إنتاج النباتات الطبيعية المستخدمة كمخدرات مثل الخشخاش، الذي يُستخرَج منه الأفيون، ومن الأفيون المورفين والهرويين، والقِنّب، الذي يستخرج من الحشيش، ونبات الكوكا، الذي يستخرج منه الكوكايين؛ وأهمية هذه الزراعة بالنسبة لمن يقومون بزراعتها، وكيفية إستبدالها بمزروعات ذات جدوى إقتصادية، بعيداً عن مشاكل الإدمان؛ وفي الفصل الأخير تحدث عن ماهية الحلّ لهذه المشكلة العويصة، التي تهدد كيان الأمم، وخاصةً الأمة الإسلامية عرباً وعجماً... ولم يكن هناك من حلٍّ شموليٍّ إلا بالتمسُّك بالتعاليم الإسلامية، والعودة إلى رحابها، وتطبيقها في كافة شؤون الحياة صغيرِها وكبيرِها... ودلَّل على ذلك بالأدلة الكثيرة.