-
/ عربي / USD
لقد أثبت الشاعر الكبير الأستاذ أحمد بن إبراهيم الغزَّاوي أنه علاّمةٌ حقاً، بما دبَّج تحت عنوان "شذرات الذهب" بمجلة (المنهل) من غررٍ لامعة، تَطُوف في شتّى فنون الفكر العربي من أدبٍ، وتاريخ، وسيرة، وإجتماع، وفلك، وأحياء إلخ...
وقد اكتمل تراثه الحافل من الشذرات في مجلَّدٍ ضخم، شارف الألف من الصفحات، حيث جمعت مجلة المنهل هذه الفرائد الغالية في عقدٍ ثمين، بل في عدّة عقود، وقد رأيتُ من الأنسب أن نُحْيي ذكرى هذا الرجل، فنحاول أن نعيد عنوان (الشذرات) لنصلَ ما انقطع من الحديث وذلك لإنفراد (الشذرات) عن شبيهاتها المماثلة في التّراث الأدبي، بأنها لم تقفْ عند الأدب وحده، لأنَّ أكثر المجموعات التي نَحَتْ هذا المنحى القديم - وفي أكثر الحديث - قد جعلت أخبار الشعراء مع الملوك والرؤساء موضع الإهتمام، فإذا توسَّعت وجاوزت هذا النطاق، فإنها تمتدّ إلى مفاكهات الأسمار، ونوادر الطرف، وأقاصيص الندماء عن الطفيليين والحمقى والبخلاء، ومن يجذبون الناس بأفاكيههم المستطابة، أمّا شذرات الغزّاوي فقد وصلت الماضي بالحاضر، وجاوزت الأدب إلى الدراسات الفكرية المتشعبة، لتمتصَّ منها ما يُقدَّم في طبقٍ شهيّ، بعيداً عن المصطلحات والمحترزات.
وقد امتدّ عمر الغزاوي فأدرك من المشهورين والمغمورين مَن حفظ عنهم شتّى المواقف، وله ذاكرةٌ جيدة، تُسعفه بما كان في الزمان البعيد، كأنه حادثٌ الساعة، ومُؤرِّخ هذا العصر.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد