في كتابه هذا، يتطرق عبد الهادي حامدي إلى مفهوم السعادة وسبل تحقيقها من منظور إسلامي، آخذاً في الإعتبار كما يقول "المنهج الرباني الصحيح، وهو دين الفطرة. ولأنه لا يوجد كامل إلا الله، ولا معصوم إلا محمد صلى الله عليه وسلم، وأما باقي البشر فالنقص والخطأ واقع منهم ...".انطلاقاً من...

في كتابه هذا، يتطرق عبد الهادي حامدي إلى مفهوم السعادة وسبل تحقيقها من منظور إسلامي، آخذاً في الإعتبار كما يقول "المنهج الرباني الصحيح، وهو دين الفطرة. ولأنه لا يوجد كامل إلا الله، ولا معصوم إلا محمد صلى الله عليه وسلم، وأما باقي البشر فالنقص والخطأ واقع منهم ...".
انطلاقاً من هذا الفهم وجد مؤلف الكتاب بأن المسؤول الأول والأخير عن سعادته وشقائه هو الإنسان نسفه. ولكن كيف يفسر هذا؟
يعتبر المؤلف أن القائد العام لهذه الحياة وربان سفينتها هو الإنسان، وقد سخّر الله تعالى هذا الكون بجميع أجرامه وقواه لخدمته، وهيأه لمنفعته. وجعل هذا المخلوق مكرماً، وفضّله على كثير ممن خلق تفضيلاً، كما جعله خليفة له في هذه الأرض وأسبغ عليه نعمه ظاهرة وباطنة ليحقق سعادته المؤقتة والدائمة؛ المؤقتة في دار الدنيا، والدائمة في الآخرة.
إن الشيء الهام الذي يذكره المؤلف هنا أن الحياة لا علاقة لها إذا نحن لم نستخدم هذه المعطيات التي أعطانا الله إياها ولم نوظفها فيما خلقت من أجلنا – تحقيق سعادتنا – بل أنه يعتبر أن استخدام الإنسان لهذه المنح والعطايا الربانية استخداماً عكسياً أو ترك استخدامها، هو ما يجعل هذا الإنسان تعيشاً؛ وبذلك يكون الإنسان وحده مسؤولاً عن عدم تحقيق سعادته. "أن الإنسان يُبتلى بالأوهام أكثر مما يُبتلى بالحقائق، ويُهزم من داخل نفسه قبل أن تهزمه وقائع الحياة".
وعليه، إجعل هذا الكتاب رفيقاً لدربك، وكلما وجدت نفسك بحاجة إلى الكتاب، أو محتاراً في أمر من أمور الدنيا، فما عليك إلا قراءة قصص هذا الكتاب، وافكاره، واتباع خطواته، وإرشاداته. وإذا أردت الإستفادة من هذا الكتاب أكثر، جرّبه واعمل بموجبه، ولا تقف حائراً، ولتكن لديك محاكاة وإسقاطات واقعية بين ما تقرأه وبين تجاربك وخبراتك الخاصة بك.