-
/ عربي / USD
لقد سار المؤلف في كتابه مع الحسن بن علي رضي الله عنهما في أيامه ومواقفه وأعماله وهَدْيه وسيرته في مختلف مراحل حياته خطوة فخطوة ومرحلة فأخرى، وأقضى في القول إذا ما توافرت مادة ذلك، واختصر حيث شحَّت المصادر، ووجه قلمَ البحث للعرض والتحليل والنقد في جميع المحطات وسائر المنعطفات في حياة هذا السيد، معتصمين بالدليل والإعتدال وآداب الخلاف.
حتى إذا ما وصلنا مع الحسن إلى ذروة أعماله وأجلِّ مآثره؛ أطلقنا العنان للبحث وسمحنا للقلم بالإسهاب والإستفاضة في التنقيب والتفتيش ثم الجمع والتأليف فالعرض والتحليل ثم النقد والتوجيه، وأخيراً إثبات النتائج وتأصيل الأصيل وبهرجة الدخيل - ذلك هو مشروعُه الضخم وعملُه الفريد في (الصلح الخالد) الذي عقده مع معاوية بن أبي سفيان، وعلى إثره وَئِدت الفتن وأُغمِدت السيوف وحُقِنت الدماء وجُمعت الكلمة ووُحِّدت الدولة وكان عام الجماعة.
وقد استغرق هذا الباب أكثر من ثلث الكتاب، حيث استوعبنا البحث في دوافع الصلح، ورغبة الطرفين فيه، وشروطه، ومراحله وأحداثه، والوفاء بشروطه، وثمراته الطيبة، وملحقات به ومكمِّلات له، وختمناه بدَحْضِ إفتراءات وتزييف أكاذيب.
وفي أثناء فصول الكتاب ومباحثه وفق المؤلف طويلاً أمام ظاهرة خطيرة تكررت بصماتها في سِيَر السادة الأماجد: (علي - فاطمة - الحسن - الحسين)؛ تلكم هي: الأكاذيب والفِرى والأحاديث الموضوعة والأخبار الباطلة والتحليلات الزائفة؛ التي تسلَّلت إلى سِيرهم المكتوبة والمروية، مع طهارة سيرتهم الحقيقية منها وتنزُّهِهم عنها!...
وقد ختم الكتاب بالحديث عن حياة الحسن في عهد معاوية نحو عشر سنين، وبيان العلاقة الطيبة بين الرجلين الكبيرين، ثم فصل الوداع لريحانة النبي صلى الله عليه وسلم وبعض مراثي المسلمين له وحزنهم عليه.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد