لقد عنيت الأمة الإسلامية بكتاب الله تعالى عناية ليس لها مثيلٌ في تاريخ الأمم والشعوب، والفلسفات والديانات، وكان من عناياتهم به دراسة تاريخ الأراضي والبلدان التي ذكرت فيه، والأمم والشعوب والقبائل التي سميت به، وقد كشفت الدراسات والبحوث الأثرية في القرون الأخيرة عن حقائق...

لقد عنيت الأمة الإسلامية بكتاب الله تعالى عناية ليس لها مثيلٌ في تاريخ الأمم والشعوب، والفلسفات والديانات، وكان من عناياتهم به دراسة تاريخ الأراضي والبلدان التي ذكرت فيه، والأمم والشعوب والقبائل التي سميت به، وقد كشفت الدراسات والبحوث الأثرية في القرون الأخيرة عن حقائق عن أراضي القرآن الكريم وشعوبها وفّرت تصديقاً له وتعزيزاً لنصوصه، فنهض العلامة السيد سليمان الندوي - وهو في مقتبل عمره - للمقارنة بين الدراسات القديمة والبحوث الحديثة، وبذل في سبيل ذلك جهداً كبيراً، وألف كتابه "أرض القرآن" الذي نال من العلماء والباحثين قبولاً حسناً.
وقد ألف السيد سليمان الندوي كتاب "أرض القرآن" كمقدمة لــ "سيرة النبي صلى الله عليه وسلم"، فوفر معلومات قيمة وبحوثاً أساسية عن جزيرة العرب، جغرافيتها" وتاريخها، وشعوبها، وقبائلها، ولغاتها، وتجاراتها ودياناتها، واستند إلى المصادر الإسلامية، والغربية، والدراسات التاريخية والبحوث الأثرية، ورأى أن تراجم الكتاب المقدس وكتب اليهود تعاني من تعارض وإختلافات شديدة، فتعلَّم اللغة العربية حتى يرجع إليها رجوعاً مباشراً، وقام بإبراز أخطاء الباحثين الأوروبيين في عدد من أقيستهم وتعليقاتهم، وهكذا أنجز عملاً علميّاً يتطابق مع متطلبات الأمانة العلمية المحايدة.

من أهم مزايا الكتاب، دراسته لأوضاع العرب السياسية والتاريخية والحضارية في ضوء القرآن الكريم، مع الإستفادة من المصادر العبرية والإنكليزية، والمراجع الإسلامية واليهودية والرومية واليونانية والإكتشافات الأثرية.