إن والدي رحمه الله تعالى بعد أن فرغ من دراسة العلوم الشرعية، التفت إلى الثقافة الإسلامية يعبُّ منها ويطُلع من خلالها على ماضي الأُمة الزاهر، وحاضرها العاثر، وكانت قضية فلسطين خاصَّة قد أدْمَت قلبه، فكان يتتبع تاريخ القضية الفلسطينية بكل تفاصيلها، ويخصُّ الكيدَ الصهيوني -...
إن والدي رحمه الله تعالى بعد أن فرغ من دراسة العلوم الشرعية، التفت إلى الثقافة الإسلامية يعبُّ منها ويطُلع من خلالها على ماضي الأُمة الزاهر، وحاضرها العاثر، وكانت قضية فلسطين خاصَّة قد أدْمَت قلبه، فكان يتتبع تاريخ القضية الفلسطينية بكل تفاصيلها، ويخصُّ الكيدَ الصهيوني - منذ قيام دولة اليهود في القديم إلى دولتهم المزعومة اليوم - بمزيد من البحث والتنقيب، فكتب في ذلك عدَّة أسفار منها: "لَتُفسِدُنَّ في الأرضِ مرَّتين"، و"كلام في اليهود"، "وإن عُدتُّم عُدنَا"، و"محاربة اللاَّساميَّة". وكان ممّا لفت نظره ذلك الإنحياز الأمريكي للظالم والمعتدي، وهو موقفٌ لا أخلاقي أولاً، ولا معقول ثانياً، كما أنه موقفٌ عدوانيٌّ يهدِّد العالم العربي والإسلامي في الصميم، بل يهدِّد الأمن العالمي، وقد أراد رحمه الله أن يلفت انظار الناس إلى هذه الحقيقة، فكان هذا الكتاب الذي نقدِّمه اليوم في حلَّته الجديدة.