-
/ عربي / USD
هو واسطةُ العقدِ بين كتب ابن أبي حَجَلة العالم الأديب الشاعر، لتفوقه وتألقه في النص الشعري، ولمضمونه المتميز في الرد على أصحاب الوحدة والحلول.
والغيث له من اسمه نصيب إذ يقع في نفس قارئه كالغيث على الأرض الطيبة فيُحيي مَواتَ الأَرضِ ويُنبتُ النَباتَ الحَسنَ.
أراد به مؤلفه أن يثري التراث الشعري بإيقاعه وأنغامه على أوتار الشعر الوجداني الرقيق، الحافل بالعاطفة الجياشة، والغني بالصور والأخيلة، وهو في الوقت نفسه يحفل بالمعاني الرفيعة السامية، والمضامين الحرة الكريمة المتفقة مع العقيدة الإسلامية والموافقة للتصور الإسلامي، وهو يخوض مغامرة صعبة إذ يعارض ابن الفارض شاعر الصوفية البارع، الذي لا يشق له غبار، ولمّا لم يجد من يجرؤ على معارضته؟!... عَزمَ عَلى نَفسهِ أَن يَفعلَ وَقد أنسَ في نفسهِ القُدرةَ على ذلك، وهكذا ألّف ديوانه غيث العارض...
ويمكن تقسيم الغيث العارض إلى قمسين: الأول: المعارضة لديوان ابن الفارض بقصائد مماثلة لقصائده الطويلة (19 قصيدة) والمقطعات القصيرة، والثاني: النصائح (19 نصيحة) جمعها من أقوال العلماء، ويتصف موقف ابن أبي حجلة بالتوازن والإعتدال وجاءت أغلب أشعاره معتدلة في الرد والمناقشة لابن الفارض وأمثاله، بل كان منصفاً لابن الفارض في إستحسانه لبعض قصيده.
قدّمنا للديوان بتعريف موجز لصاحبه، وتمّ ضبط النصوص بالشكل بما يحقق معنى النص، وهناك بيان للمفردات وترجمة للأعلام وتخريج للنصوص، وتأتي أهمية تحقيق هذا الديوان من الناحية الفكرية بإبراز الوجه الصحيح للزهد، وإنكار أفكار الحلول والإتحاد التي غلبت على كثير من شعراء التصوف في العصور المتأخرة مما يجافي الروح الإسلامية السوية والوجه المشرق المضيء لتراثنا الإسلامي.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد