-
/ عربي / USD
لم يكن إسمه الحقيقي نيلسون مانديلا ، بل " روليهلاهلا " كان إسم ميلاده . وكان يعني مثير المتاعب . لقّبته معلمته في المدرسة الإبتدائية باسم مانديلا ، عندما لم تتمكن من لفظ إسمه الحقيقي .
نشأ مانديلا وترعرع في بلدٍ كان للون البشرة دورٌ كبيرٌ في الفصل بين سكانه . وعلى الرغم من أن السكان الجنوب إفريقيين ، كانوا يشكّلون غالبية عظمى بين قاطنيها ، إلا أن نظام الفصل العنصري أخضعهم لسيطرة البيض ، ناكراً حقهم في التصويت ، متحكماً بكل جانب من جوانب حياتهم .
بعد أن بلغ مانديلا مرحلة النضج ، قرر أن يكرّس حياته للنضال من أجل المساواة السياسية والقانونية ، لجميع مواطني جنوب إفريقيا . وقد عُرف بقدرته على التخفّي ، لتجنّب مطاردات الشرطة وقوات الأمن .
فانتحل شخصية سائق تاكسي ، وبستاني ، وطاهٍ ، لكي يتمكن من التنقل في أرجاء البلاد ، دون أن تلحظه السلطات .
عندما تمكنت حكومة الهيمنة البيضاء من إلقاء القبض عليه ، مَثَل أمام محكمتها ، مدافعاً عن حق أبناء شعبه ، بالعيش الكريم والمساواة . فأُلصقت به تُهم عديدة . ووضع عام 1980 على لائحة الإرهابيين الدوليين ، إلى أن أُزيلت عنه هذه التهمة عام 2008 . اقتيد مانديلا بعد انتهاء محاكمة ريفونيا ، التي هزت أصدقاؤها العالم بأسره ، إلى جزيرة روبن المتجمدة لقضاء فترة محكوميته . وعند وصوله ، كان بانتظاره هو ورفاقه المحكومون مجموعة من الحراس البيض ، استقبلوهم بعبارة أفريقانية : " هذه هي الجزيرة . هنا سوف تموتون ! . "
عومل مانديلا ، السجين رقم 46664 ، خلال سبعة وعشرين عاماً من السجن ، على أنه سجين سياسي من الفئة " د " ، كان يُسمح له بزيارة لمدة ثلاثين دقيقة ، ورسالة واحدة ، كل ستة أشهر . كانت تُقتطع الرسائل الأجزاء ذات المغزى السياسي ، بحيث لم يكن يحصل السجين في كثير من الأحيان ، إلا على بقايا ورق ، لا يمكن فك طلاسمها .
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد