-
/ عربي / USD
إنَّ فصول هذا الكتاب هي جزء من مشروع أوسع قائم على أساس مجموعة من الأفكار تبدو أنّها أصبحت جوهر أعمالي الأخيرة: الموت، والمأساة، والتضحية، والحرمان وما شابه.
وسوف أُضيف من أجل القُرّاء الذين ربما يجدون هذه المفاهيم مفرطة الكآبة، أنَّ هناك أيضاً في الدراسة الكثير عن التجديد، والتحوُّل والثورة، التي أعتبرُها الوجهَ الآخر للأفكار الأشدّ قتامة التي أوردتُها تواً.
إذن، على غرار بعض دراساتي الأخرى، هي تتأمّل في مسائل لا يُناقشها في المعتاد اليسار السياسيّ، وحتماً ليس جناحه المنتمي إلى ما بعد الحداثة.
واليوم، لم يُعد الحب، والموت، والمُعاناة، والتضحية، والشر، والإستشهاد، والغفران وما إلى ذلك هواجس رائجة كثيراً بين المُنظّرين الثقافيين أو السياسيين.
إنّها في الغالب من اهتمام اللاهوتيين؛ وإذا لم أعتبر أنا نفسي أنَّ الموقف الرافض لـ هّالوت يوجَد عموماً عند اليمينيّين، فذلك لأنّه يصادف أنني لا أعرفُ الكثير عنه، بسب انحراف في نشأتي.
على أيّ حال، أنا أعرف ما يكفي لأقتنع بأنَّ الكثير من الآراء الدنيويّة للسلالات اليهوديّة والمسيحيّة مُتحاملة بفظاظة وتخلو من أيّ معرفة كهذه، أقصد، بالنسبة إلى الذين يعتبرون أنَّ الإشتراكيّة هي ببساطة الإدارة المركزيّة للأمن السوفيتي، أو أنَّ المُساواة بين الرجل والمرأة هي نتيجة كارثيّة لنساء يتخلصنَ من تواضعهن ولباقتهن الفِطرية.
إذن أحد الأهداف الأكثر جَدَليّة في هذا الكتاب، على الرغم من كونه هدفاً يبقى ضمنياً إلى حد بعيد، هو فضح بعض تلك المواقف الزائفة بصورة تدعو إلى الأسى.
وعندما يتعلَّق الأمر باللاهوت، فإنَّه حتى أشد المفكّرين رهافة مُعرَّضٌ للوقوع في مستنقع من العبارات المُبتذلة الكئيبة ومن الأفكار الخاطئة المُضحكة.
في الواقع، ليس هناك ما هو أشدّ غرابة من أنْ يُبدي شخصٌ مثلي يُدين للإرث الماركسيّ اهتماماً باللاهوت إلا أنْ يهتم ليبراليٌّ أو ديموقراطيّ اجتماعيّ بستندال أو بفلوبير.
ذلك أنَّ الماركسيّة هي نظريّة وتطبيق للتغيُّر التاريخيّ، وليس رؤيا للوجود الإنسانيّ، وبالتالي ليس لديها أيّ شيء شديد الجاذبيّة تقوله عن الشرّ أو الأخلاق، عن المعاناة أو الغفران، عن الإنهيار المأساويّ أو عن الطبيعة العدميّة.
وأمام مثل هذه المسائل، يميل المرء إلى اللجو إلى دوستويفسكي أو القديس بولس، إلى شكسبير أو سيبولد.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد