شارك هذا الكتاب
فوتوغرافيا : علي طالب .. العربات أجساد
(0.00)
الوصف
"حين ينتابنا الخوف نطلق الرصاص، وحين ينتابنا الحنين نطلق الصور" (سوزان سونتاغ) في واحد من منعطفات هذا الزمن القريب، وفي لحظة ارتبكت فيها منظومة القيم والمبادئ، وأخذ كل منا زاوية، يرتكن إليها، ويتمثلها، تاركاً خلفه موروثه بحسناته وسيئاته من دون مراجعة، كان علي طالب...

"حين ينتابنا الخوف نطلق الرصاص، وحين ينتابنا الحنين نطلق الصور" (سوزان سونتاغ) في واحد من منعطفات هذا الزمن القريب، وفي لحظة ارتبكت فيها منظومة القيم والمبادئ، وأخذ كل منا زاوية، يرتكن إليها، ويتمثلها، تاركاً خلفه موروثه بحسناته وسيئاته من دون مراجعة، كان علي طالب واحداً من شهود هذا العصر، وكان له موقفه الخاص، لم يخفْ أو يرتبك، بل أخذه الحنين إلى حاضره، حينما بدأت تتفتّت ملامح وطنه، ويتشتّت أبناؤه، بين بلدان الغربة، بعاداتهم وتقاليدهم، فأخذ على عاتقه توثيق كل ما يؤكد للعراق عراقه، بمفرداته اليومية، بشوارعه، بمبانيه وجغرافيته، تمسكاً بالحياة وخوفاً من فقدان الأمل ورؤية ضياع إجزائنا شيئاً فشيئاً..
عاش حياته خلف الكاميرا، وتطوّع بسنواته الأربعين، لإنتاج أجمل المعاني لبلده، صورٌ تنافست بتعبيرها عن العراق، فكان رفيقاً للأهوار، ماؤها وبيوتاتها، كان عربة يجرها إنسان بسيط، كان ابتسامة أجيال تائهة، عاشت في أنفاق الحروب وعذاباتها، كان زقاقاً مزهواً في حي شعبي، وكان ساقية عذبة بين جبلين في كردستان… صوره، تناوبت بين هذا وذاك ومازجت باحتراف، بين التوثيق والتشكيل، تُحدّثك لتغوص برؤيتك لما هو أعمق من السطح، تتحوّل من يوميات روتينية مُمِلة، إلى التقاطة يعود إليها المتلقي باعتبارها هي التاريخ، انتزع بعين محترفة، كل ماهو كامن ومتأرجح بين البصر والبصيرة بين دلالات الشكل وما يحمله من تأويلات، ليمسك باللحظة، ويوثق أزمنة نمرّ بها منشغلين من دون التفات وتمعّن، فكان شاهداً على عصرنا، وموثقاً بصوره، صفحة من صفحات تاريخ هذا البلد بلا رتوش، فحينما نصوّر نتفوق على اللغة بما نقول، ولا جدال فيما نقول..! علي طالب فنان الفوتوغراف، المغمور بحساسيته، الممتزج بكل الأشياء التي تحيط به، "الزمن" كان عنوانه الأساس، عقاربه تقف عند الحاضر، وتغوص في عمق المفردة، أيامه، أشبه ببانوراما ممتدة من أهوار العراق في الجنوب إلى شماله، عينه وقدمه تواطأت عليه وسحبته نحو عالمه الأبدي، بعيداً عن جسده العليل فآثر أنْ يقضي أيامه الأخيرة في محراب الفوتوغراف ساعياً بكل مالديه من همّة ليكبس على زر كاميرته، يوقف الزمن قبل أنْ تذوب ملامح الصورة وتتشوّه معالمها.
مدركاً أن للموت والصورة علاقة جدلية، فكلما تصاعدت رائحة الموت تغدو معها حاجتنا أكثر إلى الصورة، وحينما تسارعت الأحداث ولم يعد من سبيل توقف إصبعه وتوقف معه نبض قلبه المتآكل بفعل الإحساس، وتجمّدت الصورة. د. غادة العاملي.

التفاصيل

 

الترقيم الدولي: 9782843091995
سنة النشر: 2019
اللغة: عربي
عدد الصفحات: 104
عدد الأجزاء: 1
الغلاف: Paperback
الحجم: 14x21
الوزن: 110g

 

فئات ذات صلة

التقييم والمراجعات
0.00/5
معدل التقييم
0 مراجعة/ات & 0 تقييم/ات
5
0
4
0
3
0
2
0
1
0

قيّم هذا الكتاب




هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟

مراجعات الزبائن

لا توجد أي مراجعات بعد

متوفر

يشحن في غضون 4-8 أيام عمل

المصدر:

Lebanon

الكمية:
تعرف على العروض الجديدة واحصل على المزيد من
الصفقات من خلال الانضمام إلى النشرة الإخبارية لدينا!
ابقوا متابعين