-
/ عربي / USD
لا ينفتح بالعادة شباك بيتها، ولا يجد شرار النار خبراً أو أثراً لأصبع واحد يظهر منه، غير أن هذا الشح لم يدفعه أبداً إلى الشكوى من سوء حظه، أو الانقطاع عن مروره اليومي من هناك، فهو لا يملك إلا أن يتداعى عندما يصل بابها، ويقف ساكناً كالتمثال ليرهف السمع لصوتها العذب البعيد، أو يشم بنهم رائحة الهواء الذي تنفسته قبل قليل. .
وماهي إلا لحظات حتى تدب الروح في التمثال، ويغدو أسداً حقيقياً يهجم على الأرض، فيفترسها في الحال، ويترك باب البيت، وقد آمن بالقدر، وأدرك أن المكتوب على جبينه هو أن يكتفي من ريحانة بهذه المسافة من القرب.
فهو لا يعرف حتى لون عينيها. . ولم يصادف منها سوى صفحة وجهها الذي يتلألأ تحت شيلة سوداء، وقد حالفه الحظ لكي يراه، عندما أطلت من باب البيت لمناداة طفلتها آسيا، الوحيدة التي تبقت من صغارها على قيد الحياة .
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد