-
/ عربي / USD
كانت هنالك على الدوام تلك الصرخة التي استطعت أن أسمعها، الصرخة التي بدت لي صادرة عن شخص آخر، الصرخة في وجه شيء ما لم أستطع أن أتذكر وجهه قط، على الرغم من أنني كنت قادراً على الشعور بحضوره الخبيث - صرخة تلو الأخرى في الظلام، في قلب الوحدة المطلقة.
ثم فجأة كان النور. كان هنالك أشخاص يلاطفونني ويضعون كمادات باردة على رأسي لأنني كنت ما أزال عالقاً في شراك رعبي. سمعت أصواتهم المطمئنة تخاطبني: « اهدأ، اهدأ يا شارلي. كل شيء على ما يرام. استيقظ ؟ استيقظ !. » ا كانت أصوات أناس، أناس حقيقيين.
لم أعد وحيداً. أصبحت قادراً على فتح عيني والابتسام لأنهم كانوا، جميعاً، حولي - جدتي، والدة جدتي، والدتي، بل وفي بعض الأحيان والد جدي. أما سيدني، شقيقي الأصغر، فكان جالساً في سريره، يحدق بي وعيناه ترمشان بذهول. كنت وسيدني مختلفين للغاية.
فقد بدا أفضل استعداداً مني لمقاومة الوحدة. كان، في الواقع، أكثر استقلالاً. فعندما كان في الثانية من عمره، أحسّ، ذات يوم، بالضجر من المنزل فخرج منه بكل بساطة.
وقد تم العثور عليه فيما بعد يتجول حول الكتلة السكنية التي نقيم فيها. أما أنا، فلم يكن لي أن أتصرف على هذا النحو أبداً. ' لكن كان هنالك شيء واحد مشترك بيننا.
لقد كنا عنيدين. كان سيدني يتمتع بنوع من العناد يجعله صعب المراس، فيما يتميز عنادي بالهدوء .
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد