-
/ عربي / USD
ما المبرر لهذه الترجمة العربية الجديدة لمكبث، وقد تُرجمت من قبل؟ قد يُجاب عن هذا السؤال بسؤال مشابه: لماذا توجد عدَّة طبعات لمكبث باللغة الإنكليزية، علماً أن النصَّ فيها يكاد يكون واحداً، والإختلافات في قراءة كلمة هنا، أو كلمة هناك تكاد تُعَدُّ؟...
الشرَّاح الإنكليز يجدون مبررهم في طريقة فهم النصَّ، لذا تختلف هذه الطبعات بإختلاف ثقافات الشرَّاح ومكنتهم من تحليل فهم النص وتقنياته، ومدى تعمقهم في تصورات وعقائد ومفاهيم العصر الإليزابيثي الذي عاش فيه شكسبير.
المترجم العربي لا يختلف في مبرراته عن الشارح الإنكليزي، مع فارق جسيم هو أنَّ الترجمة مهما كانت أمينة ودقيقة تبقى غير دقيقة، لذا فالترجمات المتعددة لعمل واحد، إثراء بوجه أو بآخر ومحاولة للإقتراب من النص أكثر فأكثر.
أما مبررات الترجمة هذه، فكانت ردَّة فعل، على إجتهادات غريبة في الترجمات السابقة، غرابة لافتة المنظر، تضرُّ بشكسبير، وبالقارئ العربي في آن واحد.
إذن لننظر قليلاً في آخر ترجمة لهذه المسرحية التي تتوالد فيها المعاني في كل قراءة جديدة لها، وفي كل إخراج مسرحي أو سينمائي.
المسرحية الشكسبيرية - وكل المسرحيات الكبرى عموماً - نسيج سمفوني متعدد الآلات، والمترجم في هذه الحالة، قائد موسيقي يهتم بكل آلة، ويعطيها الإصغاء الكامل؛ يمهد كذلك لتقديمها بإحترام.
إذن هذه محاولة متواضعة للإسهام في تطوير المترجمات الشكسبيرية، وهي أبعد ما تكون عن النقد أو التجريح، أو - في الأقل - هذه نية كاتب السطور.
لا بد من القول أولاً، إن الترجمات العربية السابقة خلت من الشروح إلا قليلاً، بينما الطبعات العديدة لمسرحية "مكبث" بالإنكليزية، تتنافس فيما بينها، وتتفاضل بنوعية شروحها للنص ولا أدري لِمَ يحتاج القارئ الإنكليزي إلى كل هذه الشروح والتعليقات لزيادة الفهم، ويُحرم منها القارئ العربي؟...
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد