-
/ عربي / USD
كانت موجة عرضية قد انطلقت من اتجاه «قناة فورموزا» حوالي الساعة العاشرة، دون أن تقلق هؤلاء المسافرين كثيرة، لأن نان - شان، بقاعها المسطح والأسافين الدوارة المثبتة على الجزء الأسفل منها، والعرض الواسع جدا لها؛ كل هذا منح السفينة الشهرة بقدرتها على الصمود في البحر.
كان السيد دجوكس في لحظات التواجد على الشاطئ يصرح بصوت مدو بأن «الفتاة العجوز (السفينة) كانت جيدة بقدر ماهي جميلة».
لم يكن يخطر للكابتن ماکویر أن يعبر عن رأيه الإيجابي بكل هذا الصوت العالي أو بمثل هذه الأوصاف العجيبة إلى هذا الحد.
كانت سفينة جيدة دون شك، وليست عجوزة أيضا. لقد تم بناؤها في « دمبارتون» قبل أقل من ثلاث سنوات لصالح شركة من التجار في سيام: «السادة سيغ أند سن» (سيغ وولده).
وحين نزلت إلى البحر لأول مرة، وقد تم إكمالها من كل النواحي وأصبحت جاهزة لتارس عمل حياتها، راح صناعها يتأملونها بفخر. قال أحد الشركاء: «لقد طلب منا سيغ أن نجد لها قبطانا موثوق ليبحر بها» ؛ وقال الآخر بعد بعض التأمل: «أعتقد أن ماکوير على الشاطئ الآن في الوقت الحاضر». «هل هو كذلك؟ أرسل له برقية على الفور.
إنه الرجل المناسب تماما»، هذا ما صرح به كبير الشركاء دون لحظة تردد واحدة.
في صباح اليوم التالي وقف ماكوير أمامهم بهدوء، بعد أن سافر من لندن بقطار منتصف الليل السريع وبعد أن ودع زوجته على نحو مفاجئ وغير معبر عن العاطفة.
كانت هي ابنة زوجين عاليي المقام عرفا أياما أفضل. قال الشريك الأكبر: «الأفضل أن نذهب معا إلى السفينة يا كابتن».
وانطلق الرجال الثلاثة لمشاهدة كل نواحي الكال في نان - شان من مؤخر السفينة إلى مقدمتها، ومن رافدة صلبها إلى بكرات صواريها الثخينة.
ولد جوزيف كونراد باسم «یوزف تيودور کونراد كوجينوفسكي» في الثالث من كانون الأول (1857) في برديتشوف في أوكرانيا البولندية .
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد