أود أن أروي للقارئ كُتبت هذه المقالات التي احتواها هذا الكتاب، فذات يوم، أثناء وجودي في الولايات ‏المتحدة، طلب مني محرر "‏Redbook‏" كتابة قائمة بأفضل عشر روايات في العالم من وجهة نظري، وقد ‏قمت بذلك، ولم أفكر بشيء أبعد.‏ ‎

‎ وفي تعليق موجز يرافق هذه القائمة من الروايات كتبت "إن القارئ الذكي سيحصل على متعة أكثر من ‏قراءتها إذا تعلم فن القفز المفيد".‏ ‎

‎ وفيما بعد اقترح عليَّ ناشر أمريكي إصدار طبعة جديدة من هذه الروايات بعد أن أحذف المقاطع التي أرى أن ‏من المستحسن ألا نقرأ، وأن أقوم أيضاً بكتابة مقدمة لكل رواية من تلك الروايات.‏ 

‎ وقد أثار هذا الإقتراح إهتمامي، وجلست لأعمل، إن معظم هذه المقدمات كانت قد نشرت مختصرة إلى حد ما ‏في مجلة "‏Atlantic Monthly‏"، ونظراً لأنها أعجبت القراء فقد فكرت في أن من الأنسب جمعها في مجلد ‏واحد.‏ 

‎ وقد حصل تغيير واحد في قائمتي الأصلية، فقد كنت قد أنهيتها برواية مارسيل بروست "البحث عن الزمن ‏الضائع"، ولكن، لعدة أسباب، حذفتها من السلسلة المقترحة، ولست نادماً على ذلك، فرواية بروست هي ‏الرواية الأعظم في هذا القرن، لكنها طويلة جداً، وليس من الممكن، حتى مع الحذف المتطرف، اختصارها ‏إلى حجم معقول.‏ 

‎ كان نجاحها مدهشاً، ولكن من المبكر جداً أن تخمن القيمة التي ستعطيها لها الأجيال القادمة، إن معجبي ‏بروست المتعصبين، وأنا واحد منهم، يمكنهم قراءة كل كلمة فيها بإهتمام.‏ 

‎ وفي لحظة غلو كتبت ذات مرة بأنه أحب إليَّ أن أضجر من بروست أكثر من أن أتسلى بأي كاتب آخر، ‏ولكني سأعترف الآن بأن أجزاءها المختلفة تتفاوت من حيث الجودة، وأعتقد بأن المستقبل سيكف عن الإهتمام ‏بتلك الأقسام الطويلة لكتاب بروست الذي كتبه تحت تأثير الأفكار السيكولوجية والفلسفية التي شاعت في ‏زمنه، والبعض منها اعتُرف بعدم صحته.