-
/ عربي / USD
أورهان باموق أول تركي يفوز بجائزة نوبل للآداب عام ٢٠٠٦.
كنا مبحرين من البندقية إلى نابولي، عندما اعترضتنا السفن التركية، لم تكن سفننا إلا ثلاثاً، أما هم فلا تناهى بأي شكل سواري سفنهم وسط الضباب.
فجأة دب ذعر وطيش في سفيتنا، بدأ المجذفون - وأكثرهم أتراك ومغاربة - بإطلاق صيحات الفرح، وهذا ما وتّر أعصابنا، أداروا مقدمة سفيتنا نحو البر - إلى الغرب - كما فعلت السفينتان الأخريان، ولكننا لم نكن مسرعين مثلهما. لم يستطع قبطاننا بأي شكل إصدار أمر بجلد عبيد التجذيف خشيةَ معاقبتهِ إذا وقع في الأسر، اعتقدت أن حياتي كلها تغيرت بعد ذلك بسبب جبن ذلك القبطان.
أما الآن فأعتقد أن حياتي كلها ستتغير حقيقةً لولا جبن قبطاننا في الفترة القصيرة تلك، يعرف كثيرون أنه ليس ثمة حياة يُخطط لها مسبقاً، وأن الحكايات كلها عبارة عن مجموعة من المصادفات المتسلسلة، ولكن رغم هذا فإن الذين يعرفون هذه الحقيقة عندما يلتفتون إلى الوراء في فترة معينة من فترات حياتهم، وينظرون، يقررون أن ما عاشوه مصادفة هو في الحقيقة إضطرار.
أنا أيضاً مررت بفترة كهذه، أعتقد أن هذا هو الوقت الأنسب - في فترة كهذه - للتفكير بلون السفن التركية التي ظهرت وسط الضباب كأشباح، وأما أعمل على كتابة حكايتي هذه على طاولة قديمة.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد