-
/ عربي / USD
"كانت أقرب الناس إليه، كان متيقناً من أنه مستعد لحمايتها حتى آخر رَمَق... لكن هذا الشعور الخانق بالحب لم يكن غير قَبَس عابر، لأن القلق والخوف كانا ينهشان باله، كان ممدّداً إلى جانب "كاميلا" ورغم حبّه كان ذهنه مشتَّتاً، كان يداعب وجهها كما لو كان يفعل ذلك من مسافة مئات الكيلومترات..".
"ظلا صامتَينْ... كان القلق يساوره من إحتمال إستجوابه... حدّق فيها... كان جمالها يملأ فضاء السيارة مثل عطر رائع، وقال في نفسه إنه لا يريد شيئاً آخر غير هذا العطر... وكانت "كاميلا" تسترق بطرف عينيها النظرات لوجهه الذي كانت ترتسم عليه بين الفينة والأخرى إبتسامات غامضة تعبّر عن الرضا، بينما يده تداعب كتفها بود.
لم تستغ هذه الرقّة المغالية.... بل لم يعمل ذلك سوى على تأكيد شكوكها..".
هذه التمزّقات بين الرغبة... وما ينتج عنها... بين الإنجذاب... والخوف من نتائجه، تقود ميلان كونديرا في هذه الرواية، وهو يعبّر عن هذه التيمة بصورها المتعدّدة... والمتطرّفة... فكونديرا كعادته ينبش ما تخبئه النفس الإنسانية في الأماكن التي تسبب القلق وتظهر تناقضات هذه النفس.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد