-
/ عربي / USD
تعرض لنا المؤلفة في قصتها الأولى "الحج" كيف تطورت شخصيتها منذ الطفولة حتى فترة المراهقة عرضاً واقعياً، وتصور إهتماماتها الأدبية والفنية، فمنذ طفولتها الأولى إلى المقابلة مع "توماس مان" تتضح رحلة نضجها العقلي والنفسي من خلال ثقافتها التي تتفوق على ثقافة الكثير من أبناء جيلها.
إنها بالفعل قصة حاجة، ليس إلى المكان الذي يمثل المنبع الروحي لما تؤمن به، بل إلى المؤلف "توماس مان"، الذي يمثل بالنسبة إليها الفضاء الثقافي والروحي الذي تتوق إلى بلوغه.
وفي قصتها الثانية، قصة المومس "فلات فيس" ومشغِّلها السيد "أوبسينتي" اللذان يمثلان الحثالة الإجتماعية الساقطة في ظلال الفقر والرذيلة وإنعدام الثقافة، وذلك يفعل التمايز المستمر بين الأغنياء والفقراء في المجتمعات الرأسمالية، وقبل ذلك تلقي الأضواء في قصة "مشروع رحلة إلى الصين" على بعض الثقافات العريقة، مثل ثقافة الصين حين كان والدها يعمل دبلوماسياً هناك.
أما في مسرحية "مشهد الرسالة" فهي تصور لنا في إطار من الرسائل الأدبية بين عدة شخصيات أسلوب حياة المجتمعات الغربية وأفكار الناس وإعتباراتهم وقيمهم فيما يتعلق بكل شؤون الحياة.
وفي قصة الأخرس يختلط الخيال العلمي بالحياة الواقعية، حيث يستطيع القالب الذي تُعرَضُ على جسمه موديلات الأزياء الرجالية والنسائية وأزياء الأطفال أن يحل محل الذي اخترعه وزوده، بذكاء صناعي وأن يكون رب أسرة قادراً على القيام بكل واجباته الأسرية والعيش حياة البشر وليس حياة مجموعة من الآلات.
وتركز الكاتبة على فكرة أنه مهما بلغ ذكاء الآلة التي يخترعها ذكاء الإنسان، فلا يمكن أن يحل محل الإنسان بكل علاقاته الإنسانية.
وفي قصة "رحلة من دون مرشد" تعرِّج الكاتبة من جديد على أهمية الإطلاع على الحضارات الإنسانية القديمة والإستفادة منها، أما في قصة "اللقيط" فتحاول الأسرة التي قامت بتربيته لكي يصبح شخصاً قادراً على الحياة بالإعتماد على نفسه، لكن ذلك الطفل ظل متأثراً بما ورثه من والديه وأسرته الأولى، ولم تفلح التربية الحديثة في صياغة شخصية إنسانية كما تزعم، لأن الوراثة لا بد من أن تشارك البيئة في شخصية الإنسان.
وتناقش المؤلفة في قصة "تذمرات قديمة" فكرة قدرة المجتمعات الغربية على العمل الجماعي في تنظيمات معينة بالمقارنة مع قدرات الفرد المحدودة عندما يقوم بدوره في الحياة كمجرد فرد وليس كعضو في مجموعة بشرية.
وفي قصة "الدكتور جيكيل" تدحش المؤلفة أفكار "أترسون" صديق الدكتور، التي تقول بإمكانية نقل شخصية إنسان ما إلى إنسان آخر عن طريق التأثير المباشر، ذلك لأن الإنسان يولد بقدرات معينة تنميها وتصقلها الحياة، ولكن لا يمكن له أن يتقمّص شخصية أخرى ويتصرف وفقاً لأوامر تلك الشخصية وإيحاءاتها وتعليماتها.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد