-
/ عربي / USD
كان الأسقف مارتنسن في مقره الرسمي، يقف مخفيّاً بعض الشيء وراء ستارة، وكانت فتحة النافذة تطل على مشهد رائع عبر الميدان المجاور لــ "كنيسة سيدتنا" مع وجود المدرسة المتروبوليتانية في الخلفية وجامعة كوبنهاغن على اليسار و"كنيسة سيدتنا" نفسها على اليمين، كان يوم أحد 18 تشرين الثاني / نوفمبر 1855 قبيل الساعة الثانية بعد الظهر، وفجأة اندفع عملياً حشد من الأشخاص المتلفعين بالسواد خارج الكنيسة متجمعين أولاً في حلقات صغيرة قبل أن يختفوا في كل الإتجاهات.
بعد ساعتين شق القلم الأسقفي المتفجر غضباً طريقه على صفحات رسالة إلى تلميذ مارتنسن وصديقه القديم منذ سنوات عديدة لودفيغ غودي الذي كان راعي أبرشية في هوسيبي في جزيرة لولاند قائلاً فيها: "اليوم بعد قداس أقيم في كنيسة سيدتنا العذراء دُفن كيركغارد.
وكان هناك موكب كبير من المشيعين (بطريقة مهيبة، يا لها من مفارقة!) فنحن نادراً ما شهدنا فظاظة تضاهي فظاظة العائلة بدفنه يوم أحد بين صلاتين دينيتين اقيمتا في أهم كنيسة في البلاد، ولكن منع ذلك بقوة القانون كان متعذراً رغم أن منعه كان ممكناً بالسلوك المناسب الذي يفتقر إليه ترايدي هنا كما في كل مناسبة يكون مطلوباً فيها.
تحدث شقيق كيركغارد في الكنيسة (بوصفه شقيقاً وليس راعي أبرشية)، وهنا لا أعرف أي شيء بالمرة عما قاله وكيف قاله، وستصدر الصحف قريباً بسيل من قصص الدفن، أفهم أن الموكب كان يتألف بالدرجة الرئيسة من الشباب وعدد كبير من الأشخاص الغامضين، وفي حدود ما هو معروف، لم تحضر شخصيات مرموقة".
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد