قبل بضع سنوات خلت كنتُ في (سياتل) لغرض توقيع نسخ من كتبي في مخزن كتب مستقل ومذهل يُدعى (إليوت بي) حين لاحظتُ شاباً يقف بالقرب من الطاولة؛ كان يراقبني. وعندما تضاءل الطابور، خاطبني أخيراً. قال إن كان ماراً في (سياتل)، بغية زيارة أحد أصدقائه وكان يريد مني أن أعرف أنه عاش في طهران...
قبل بضع سنوات خلت كنتُ في (سياتل) لغرض توقيع نسخ من كتبي في مخزن كتب مستقل ومذهل يُدعى (إليوت بي) حين لاحظتُ شاباً يقف بالقرب من الطاولة؛ كان يراقبني. وعندما تضاءل الطابور، خاطبني أخيراً. قال إن كان ماراً في (سياتل)، بغية زيارة أحد أصدقائه وكان يريد مني أن أعرف أنه عاش في طهران حتى وقت قريب. قال لي: "حديثك عن كتبكِ لا جدوى منه. هؤلاء القوم لا يشبهوننا -إنهم من عالمٍ آخر. إنهم لا يأبهون بالكتب، وما إلى ذلك. هنا الوضع يختلف عما هو عليه في إيران، حين كنا مجانين بما يكفي بحيث كنا نستنسخ مئات الصفحات من كُتب من مثل (مدام بوفاري) و(وداعاً للسلاح)".