فؤاد بطرس إنه صنْعُ نفسه سيرةً في سفر مذكرات . من الألف إلى الياء خطّ أبجدية حياته روحاً وحرفاً . خطّط لمسيرته . وعاها . تأهّب لها . حاول . تأمّل . عزم . أقدم . من المدرسة إلى الجامعة ، فإلى وظيفة أيام العشر ، فإلى القضاء ، فالمحاماة ، فإلى السياسة والمناصب الحكم ، تلك رحلة العمر ....
فؤاد بطرس إنه صنْعُ نفسه سيرةً في سفر مذكرات . من الألف إلى الياء خطّ أبجدية حياته روحاً وحرفاً . خطّط لمسيرته . وعاها . تأهّب لها . حاول . تأمّل . عزم . أقدم . من المدرسة إلى الجامعة ، فإلى وظيفة أيام العشر ، فإلى القضاء ، فالمحاماة ، فإلى السياسة والمناصب الحكم ، تلك رحلة العمر . فكان منها ما قد كان وما يزال معظم أثره وتأثيره إلى اليوم . حتى إذا تقاعد " المعلم " ، مثلما بات يلقَب ، لم يتقاعس ، بل استوطن شباب التسعين ، لم يفتأ يدأب ، يجدّ ، يتمثّل ، يتعالى ثابت الخطو على أرض الواقع .
( ... ) مذكرات فؤاد بطرس وقد انطلق فيها من سيرته على سيرة لبنان ، في مدى الخاص والعام إجمالاً وتفصيلاً ، - مذكرات بطرس ، هذه ، شهادة صدق موضوعية التقصّي ، منطقية التعليل والإستنتاج ، مترابطة الفصول ، في عفوية تلاحم وانسجام ، وسط مجرى الأحداث إيجاباً ، أو سلباً ، أو بين بين .
( ... ) هكذا قرأت فرافقت ، بين سطور المذكرات ، منجزات رجل دولة اعتنق لبنان ، وعاصر نصف قرن من تاريخنا الحديث ، فشارك في مراحل منه حاسمة مشاركة مسؤولة توخّى بها ، وهو القاضي السابق ، ما لعلّه يكشف الحقيقة ، أو ما يعتقد أنه الحقيقة ، رجاء أن ينصف أهلها ، ليس يخفى على فطنته عمق الفجوة ، أو الفجوات ، ما بين الحقيقة والواقع في بلد صعب المراس جُبل سواده على المخالفة والتحدّي في ما قد يقال له " صراع الأضداد " .