ثمة شروحات شائعة لبعض الآيات تدعو إلى التوقف، لما لها من أثر سلبي ما زال يعمل في تشويه الإدراك الجمعي لدى العرب والمسلمين. فقد قام المفسرون المتقدمون بشرح هذه الآيات، ولجأ معظم من تعذّر عليهم تدبّرها، إلى إيجاد مخارج للوصول إلى معانٍ ما كيفما اتفق، جاءت في معظمها حافلة بكل...
ثمة شروحات شائعة لبعض الآيات تدعو إلى التوقف، لما لها من أثر سلبي ما زال يعمل في تشويه الإدراك الجمعي لدى العرب والمسلمين. فقد قام المفسرون المتقدمون بشرح هذه الآيات، ولجأ معظم من تعذّر عليهم تدبّرها، إلى إيجاد مخارج للوصول إلى معانٍ ما كيفما اتفق، جاءت في معظمها حافلة بكل عجيب غريب، ليست انعكاساً لمستوى الأرضية المعرفية في زمانهم أو لتسرّب الإسرائيليات فحسب، بل أشبه بحديث خرافة، لا يتناسب بحال مع جلال الخطاب الإلهي وقدسية عبارته ونصاعتها. أما غالبية المفسرين المتأخرين فقد تجنبوا ما أورده القدامى من روايات وأساطير، واكتفوا بطرح ذات المحتوى بأسلوب معاصر، دون النفاذ من رمزية النص المقدس إلى جوهر الموضوع ومحاولة سبر أغواره، بهدف إحداث اختراق ما ذي مغزى.
يعمل هذا الكتاب على الوقوف عند شروحات بعض هذه الآيات، وعرض ما قدمه الجهد الإنساني، النسبي المعرفة، من محاولات المتقدمين والمتأخرين من العرب ومن غير العرب، بغض النظر عن مدارسهم الفكرية، وذلك لتلمس أقرب الشروحات إلى العقل والمنطق الحسن.