أثارت الأحزاب السياسية منذ نشأتها تساؤلات الباحثين الإجتماعيين - السياسيين حول العوامل التي تدفع بفردٍ معين إلى الإنتساب إلى هذا الحزب دون سواه، وقد سعى هؤلاء الباحثون إلى تفسير هذه العوامل وإكتشاف جذورها وكيفية تفاعلها مع محيط الفرد من جهة، وعلاقتها بشخصيته من جهة أخرى،...
أثارت الأحزاب السياسية منذ نشأتها تساؤلات الباحثين الإجتماعيين - السياسيين حول العوامل التي تدفع بفردٍ معين إلى الإنتساب إلى هذا الحزب دون سواه، وقد سعى هؤلاء الباحثون إلى تفسير هذه العوامل وإكتشاف جذورها وكيفية تفاعلها مع محيط الفرد من جهة، وعلاقتها بشخصيته من جهة أخرى، وتمكّنت المدارس النفس - سياسية من صياغة مقاربة صنّفت فيها الأحزاب وفق تصورات الفرد النفسية والإجتماعية وعناصر شخصيته وتركيبته، مرتكزةً في الوقت عينه على محيطه الضيق، وعلى توارث الأفكار السياسية والخبرات الشخصية المكتسبة عن طريق المعاش (Le vécu). هذه الدراسة التي قد تكون الأولى من نوعها في المحيط العربي، سعت إلى إكتشاف العوامل الكامنة وراء إختيار بعض اللبنانيين لهذا الحزب أو ذاك، ومدى إرتباط هذا الإختيار بالواقع المجتمعي اللبناني التعددي.
يلقي الجزء الأول الضوء على العوامل النفسية والإجتماعية التي حملت محازبي التيار الوطني الحر وتيار المستقبل على إختيار حزبهم، وتظهر أن أوجه الشبه بينهما عديدة وأكثر من نقاط الإختلاف.
ما هي العوامل النفسية والإجتماعية الكامنة وراء التزام محازبي تيار المستقبل والتيار الوطني الحر؟ سؤال يسعى هذا الكتاب للإجابة عليه.