يقدّم كتاب نادر مومني دراسة تأمّليّة وتحليلية للجوانب المختلفة للواقع اللبناني، عن طريق اختيار عمل أكاديميّ، سرعان ما أصبح كتابا عن حرب لبنان. فالمؤلف الشاب لكتاب "القوّات اللبنانية: نشأة المقاومة المسيحيّة وتطوّرها"، كرّس نفسه لدراسة إحدى الأطراف الفاعلة في حرب لبنان،...

يقدّم كتاب نادر مومني دراسة تأمّليّة وتحليلية للجوانب المختلفة للواقع اللبناني، عن طريق اختيار عمل أكاديميّ، سرعان ما أصبح كتابا عن حرب لبنان. فالمؤلف الشاب لكتاب "القوّات اللبنانية: نشأة المقاومة المسيحيّة وتطوّرها"، كرّس نفسه لدراسة إحدى الأطراف الفاعلة في حرب لبنان، وركّز الكاتب تحليله على "القوات اللبنانيّة"، الميليشيا المنشقّة عن الأحزاب المسيحية التي شاركت بصورة ناشطة وحاسمة في العمليّات الحربيّة وفي محادثات "المصالحة الوطنيّة" بدءا من العام 1976 عندما أنشئت القوات اللبنانيّة، وصولا إلى العام 1994 عندما تمّ حلّها رسمياً. وأصبح مومني المحلل، مراقب النموّ السياسي عجيب.
بالاضافة إلى ذلك، أعاد مومني بشكل واضح مختلف مراحل التحوّل السياسي للميلسشيا المسيحيّة وحلّلها. وتساعد هذه المراحل على فهم اتجاهات الحركة وخياراتها وتردّدها وفشلها واستراتيجيّة معارضتها لسياسة النخب المسيحية التي كانت تعتمدها سابقا. ولكن أليس التحوّل اليوم هو ملك هذا النظام، إلى حدّ بعيد أو قريب، والذي كان لا يزال البارحة عرضة لمعارضته؟

هذا الكتاب حصيلة أبحاث عشرين عاما حول نشأة المقاومة اللبنانية قام بها الباحث اللبناني – الكندي نادر مومني الحائز على ماستر في العلوم السياسية وماستر في إدارة الرعاية الصحيّة من الجامعة الأمريكية في بيروت.
من منظار لبناني غير متحزّب ومتجرّد من الروابط والتأثيرات والمؤثرات، تتبع مومني خيوط الحقائق، من خلال عشرات المقابلات والأبحاث والوثائق التي وقعت بين يديه، إلى أن نفّذ إلى أسرار ظن كثيرون أنها انطوت مع التبدلات الدراماتيكية التي شهدها لبنان في العقود الثلاثة الأخيرة.