شارك هذا الكتاب
الأقباط في إطار الجماعة الوطنية المصرية
الكاتب: فرج زخور
(0.00)
الوصف
سُميت مصر، وقبل الفتح العربي، سميّت البلاد بإسم "دار القُبط" وعرف سكانها بالأقباط، وتتعدد الآراء حول أصل كلمة "قبط"، فبعض المؤرخين يردّ أصل الكلمة إلى اسم "قٌبْطيم" بن "مصريم" أحد أحفاد نوح الذي استقر في وادي النيل، وبنى فيه مدينة سماها "قُفْط" بإسمه.ويرى الدكتور وليم سليمان أن...
سُميت مصر، وقبل الفتح العربي، سميّت البلاد بإسم "دار القُبط" وعرف سكانها بالأقباط، وتتعدد الآراء حول أصل كلمة "قبط"، فبعض المؤرخين يردّ أصل الكلمة إلى اسم "قٌبْطيم" بن "مصريم" أحد أحفاد نوح الذي استقر في وادي النيل، وبنى فيه مدينة سماها "قُفْط" بإسمه.
ويرى الدكتور وليم سليمان أن كلمة أقباط، وهي جمع قبط، ترجع إلى الكلمة الهيروغليغية (هاكا بتاح) وتفسيرها معبد أو أرض روح الإله بتاح (إله الحق)… لكن، ومهما يكن مصدر كلمة "قُبْط" او معناها الحرفي، فإن الأٌقباط هم المصريون بغض النظر عن الديانة، ذلك أن القبطية (وتعني المصرية)، وليست ديانة، فكان يطلق على أهل مصر وسكانها اسم "الأقباط" بغض النظر عن الديانة التي يعتنقونها، سواء كانت المسيحية أو الإسلامية.

إلا أن الشائع بين المؤرخين وجموع المثقفين والعامة أن الأقباط هم المصريون الذين ظلّوا على ديانتهم المسيحية بعد تحوّل غالبية السكان إلى الديانة الإسلامية وإذا كان الأقباط وفقاً للمفهوم السابق يشكلون "أقلية دينية"، فإنهم وبأي حال من الأحوال، لا يشكلون أقلية عرقية أو لغوية أو سلالية (اثنية)، وهم جزء لا يتجزأ من التركيب الإجتماعي المصري ككل، يتأثر بما يدور فيه من متغيرات إقتصادية، إجتماعية وسياسية، وتتأثر بذلك أدوارهم وردود أفعالهم تبعاً لما يحدث، فهم ليسوا أقلية وافدة، وليسوا جماعة مغلقة، بل تمسكوا بإستقلال مصر، ودافعوا عن خصوصية معتقداتهم الدينية في وجه الشعوب التي احتلت بلدهم، من فرس وأغريق ورومان وبيزنطيين، وفرنجة أيام الحملات الصليبية، وفرنسيين أيام حملة بونابرت…

كما وقفوا ضد الإحتلال البريطاني عام 1882 صفاً واحداً مع إخوانهم المصريين المسلمين، ساعين إلى إستقلال بلدهم تحت شعار "المواطنة" الحقيقية التي بدأها أحمد عرابي وأرسى قواعدها سعد زغلول زعيم حزب الوفد.

خلال هذه الفترة من تاريخ مصر، عاش المصريون مسلمين وأقباطاً في سلام، دون أن يشعر الأقباط بأنهم أقلية مهددة، ورفض زعماؤهم، رجال دين وعلمانيون، الإرتباط بهذه الدول الأجنبية أو تلك لحمايتهم، في مرحلة اشتد خلالها تنافس هذه الدول الأجنبية، وتسابقت على الإستعمار من المحيط الأطلسي غرباً إلى الهند شرقاً.

الأمر الذي يميزهم عن مسيحيي المشرق العربي الذين ارتبطوا بالدول الأجنبية وسعوا إلى قيام كيانات سياسية لهم خلال مرحلة الحكم العثماني، بينما لم يكن للأقباط في أي يوم من الأيام مشروع سياسي سوى تحقيق العدالة بحدودها الدنيى في إطار الجماعة الوطنية في مصر، هذه الوحدة الوطنية التي كرسها دستور عام 1923، سرعان ما أصيبت بإنتكاسات عديدة بعد ذلك.

وترك الأمر لتنامي ظاهرة التطرف الديني، وهي ظاهرة تنمو في ظلّ تراجع دور الأنظمة عن تطبيق مفاهيم الوحدة الوطنية، وإيجاد لغة الحوار بين أبناء الوطن الواحد، ونتيجة عجز الدولة الحديثة عن تطبيق القانون ومدّ سلطاتها إلى المجال العام أو الحقول الإجتماعية المختلفة، والأمر ما هو إلا جزء من فتنة كبرى يراد لها أن تفتت البلدان العربية إلى كيانات طائفية او إثنية تدعم أركان الكيان الصهيوني.

من هنا تأتي أهمية هذا الكتاب "الأقباط في إطار الجماعة الوطنية المصرية" الذي ضم دراسة حاول المؤلف من خلالها إلقاء الضوء على مفهوم المواطنة عند الأقباط، وعلى تاريخهم وأدوارهم في الحركة الوطنية المصرية أثناء الإحتلالات الأجنبية لمصر، وقد أراد الباحث ان تكون دراسته هذه تاريخاً موضوعياً أكاديمياً مسنداً إلى مصادر ومراجع خاصة وعامة من أرشيف ومحاضر كنسيّة ومدنية، إلى تقارير قناصل ومندوبيين أجانب، إلى صحف ومجلات وكتب.

وإلى هذا فإن الباحث لم يشأ أن يقرأ في دراسته هذه تاريخ العلاقات بين الأقباط والمسلمين قراءة إنتقائية؛ قراءة تتصور أن التاريخ إما أبيض أو أسود، لأن التاريخ، وفي حقيقة الأمر لا لون له؛ لذا عمد إلى التعرض لموضوع تلك العلاقات بدافع المؤرخ الذي يسرد الحوادث على حقيقتها، لا بشعور القاضي الذي يحكم بين الطرفين.

التفاصيل

 

الترقيم الدولي: 9789953569352
سنة النشر: 2013
اللغة: عربي
عدد الصفحات: 295
عدد الأجزاء: 1

 

فئات ذات صلة

التقييم والمراجعات
0.00/5
معدل التقييم
0 مراجعة/ات & 0 تقييم/ات
5
0
4
0
3
0
2
0
1
0

قيّم هذا الكتاب




هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟

مراجعات الزبائن

لا توجد أي مراجعات بعد

متوفر

يشحن في غضون

المصدر:

Lebanon

الكمية:
تعرف على العروض الجديدة واحصل على المزيد من
الصفقات من خلال الانضمام إلى النشرة الإخبارية لدينا!
ابقوا متابعين