يبدو لبنان بلداً مفككاً أسير معادلات سياسية صعبة في ظل غياب كل عناصر إمكانية قيام دولة حديثة في الأمد المنظور، لذلك تبدو الحاجة ماسة إلى التحديث السياسي بمعناه الشامل مع كل ما يعنيه من تحوّل اللبنانيين من مجرد رعايا تابعين غير مبالين إلى مواطنين فاعلين بإمكانهم التأثير في...

يبدو لبنان بلداً مفككاً أسير معادلات سياسية صعبة في ظل غياب كل عناصر إمكانية قيام دولة حديثة في الأمد المنظور، لذلك تبدو الحاجة ماسة إلى التحديث السياسي بمعناه الشامل مع كل ما يعنيه من تحوّل اللبنانيين من مجرد رعايا تابعين غير مبالين إلى مواطنين فاعلين بإمكانهم التأثير في عملية إتخاذ القرار السياسي وتحديد الأهداف الكبرى، لكن ذلك يتطلب بلورة أنماط جديدة من الولاء السياسي، وتعميق الوعي بالهوية الوطنية.
إن غياب الرؤية السياسية في لبنان يكمن في عشوائية العمل السياسي الذي يفتقر إلى الحد الأدنى من التخطيط ضمن نظام سياسي يعتاش على الأزمات المتوالية.

ولمحاولة فهم هذه المعضلة اخترنا أهم وأنجح تجربة تحديثية عرفها لبنان، تلك التجربة التي بناها الرئيس فؤاد شهاب والتي باتت تعرف بالشهابية، هي محاولة لفهم طبيعة تفاعل النظام السياسي اللبناني مع متطلبات الحديث السياسي، هل إن خطط التحديث التي اتُّبعت لم تكن ملائمة للبنية السياسية والإجتماعية؟ أم أن النظام السياسي اللبناني غير قادر على إستيعاب أي تحديث من شأنه أن يخُل بتوازنه السلبي القائم لمصلحة دينامية تحديثية قد تهدد هذا التوازن؟...