شارك هذا الكتاب
دون أنطونيو
(0.00)
الوصف
في ربيع 2017 صدر عن دار سائر المشرق رواية لإيلي مارون خليل بعنوان "دون أنطونيو"، 219 صفحة، من القطع الصغير. في الفصل الأوّل التمهيدي، وقبل طلب تدوين حكاية "دون انطونيو"، يدور حديث بين رجال من وطى الجوز حول العلاقات المشبوهة غير الشرعية بين رجال ونساء من وطى الجوز، وحول ظلم رجال...
في ربيع 2017 صدر عن دار سائر المشرق رواية لإيلي مارون خليل بعنوان "دون أنطونيو"، 219 صفحة، من القطع الصغير. في الفصل الأوّل التمهيدي، وقبل طلب تدوين حكاية "دون انطونيو"، يدور حديث بين رجال من وطى الجوز حول العلاقات المشبوهة غير الشرعية بين رجال ونساء من وطى الجوز، وحول ظلم رجال الإقطاع الديني والاجتماعي الواقع على الفلاحين والمزارعين من أهل وطى الجوز، إذ إن هؤلاء يعملون في املاك أولئك، لكنّ النتيجة، في معظمها للأسياد، بينما لا يحصل الذين يزرعون الأرض ويهتمون بها إلا على القليل من المحاصيل والأجر، مقابل أتعابهم. مع الفصل الثاني تبدأ حكاية "دون انطونيو"، وبتدبير من انطون البلّاط، أحد أفراد عصابة المافيا، ومسهّل الهجرة، ركب طنوس القزيلي (دون انطونيو) السفينة "بِرِنيس" متوّجهًا إلى البرازيل، تاركًا خلفه، في عهدة الراهبات، في مسقط رأسه "وطى الجوز"، شقيقته مريم وشقيقه فرنسيس، وهما أصغر منه سنًّا، ولا معيل لهما سواه إذ توفي والداهم باكرًا. وهيفا التي أحبّها. وهو لا يعرف إلا بعض أعمال القرية، وما تعلّمه في دير الراهبات في قريته، ويجهل تمامًا لغة البرازيل. أغراه انطون البلاط بأنه سيكون ملاكمًا مهمًّا لما يتمتّع به من قوة جسدية وطول، بعد أن يتعهد تدريبه بطل متقاعد (ص 20). وصلت الباخرة إلى البرازيل. صرّح طنوس بأنه ملاكم. كان أخو سارة وعمّها سمعان (سايمون) وابنته باستقبالها، لكن سلفادور كان بانتظاره مع ليلى وأربعة أمنيين، تابعين لعصابة المافيا، "اقتادوا طنوس واختفوا به بين الجموع. وأضاعته سارة". (ص 124). وبعد اتصالات مع "عصابة المغارة"، وهو منها، استطاع سايمون أن يعيد طنوس إلى الحرية. أقام طنوس في سانتوس. مارس الملاكمة بعد أن تدرّب. ثم انتقل إلى ساو باولو، وصار بطلاً شهيرًا. "لم يخسر مباراة. وقد فاز بها جميعًا بالضربة القاضية" (ص 147). ومن جديد دسّت العصابة روزيتا، وهي امرأة تفوق جميع النساء الأخريات جمالاً وإغراء، لتكون إلى قرب طنوس فتراقبه ليبقى أسير العصابة (ص 171). ووقع طنوس في صراع داخلي جديد بين روزيتا وساره، لكنّه فضّل ساره. صمّم طنوس، هربًا من مضايقات العصابة أن يهرب سرًّا إلى الأرجنتين. أخبر ساره بالأمر فاتفقا على أن تلحقه وهناك يتزوجان. لكنّ روزيتا فشّلت هربه إلى الأرجنتين (ص 172). في بوينس أيرس (الأرجنتين) حيث تمكّن من الوصول أخيرًا، وبعد أن فقد طنوس كلّ أغراضه وما يحمل من مال في الكرنفال، قادته باولا، صبيّة التقته صدفة في الكرنفال وأدركت حالته، إلى ديب الصافي زوج خالتها. أصيب طنوس في عينه اليسرى بغشاوة في إحدى المنازلات، وأنشأ ناديًا ليليًا اسمه "جبل لبنان" تديره زوجته باولا. وكان انطون البلّاط وميغال وليلى وسائر أفراد العصابة يزورون النادي ليستطلعوا أخبار دون انطونيو ويعرقلوا مسيرته إذ استطاع الإفلات من قبضتهم. وكان طنوس يطرب الآخرين بغنائه وصوته. استغلت العصابة غناء دون انطونيو وصوته ونشرت في إحدى المجلات الرياضية التي سيطرت عليها أن دون انطونيو احترف الغناء واعتزل الملاكمة، وبالتالي لن يواجه روميرو الأرجنتيني على بطولة الأرجنتين. كان دون انطونيو يحضّر نفسه ويتدّرب لمواجهة روميرو، فصعق ممّا نشر، وسرعان ما كذّب الخبر عبر نشر صور وإعلانات عن عزمه على خوض المباراة (ص 211). نازل دون انطونيو روميرو وقضى عليه، فاختفى واعتزل نهائيًا (ص 213). بعد قراءة هذه الرواية بتمعّن خرجتُ بالملاحظات الآتية: أولاً: لا شك أن ايلي مارون خليل قد نسج شبكة عنكبوتية، كعادته، ربطت بمرونة أحداث الرواية وشخوصها ربطًا محكمًا، بحيث سهل عليه تعقيدها، كما سهل عليه التخلص من كل ما ومن يعيق متابعة السرد والأحداث وخصوصًا مسيرة الأشخاص ولا سيما البطل الرئيس دون انطونيو. كيف لا وايلي ركّب الرواية بأحداثها وشخوصها تركيبًا تخيّليًّا (راجع الصفحات (217-219)) حيث يقول ايلي، فيما يقول:" أكانت، هذه، سيرة إنسان اسمه طنّوس حنّا القزيلي، أم هي ترجمة روح؟" (ص 217). ثانيًا: انطلق ايلي في سرد حكاية دون انطونيو من مجرد انه سمع ان طنوس القزيلي هاجر واغتنى وصار "أسطورة حيّة". فحبك حول شخصيته رواية فيها ثورة على الإقطاع الذي يكرهه إيلي، إذ جعل دون انطونيو يرى في خصمه الملاكم ذاك الاقطاعي المستبد الذي تحكّم برقاب العباد واستغل أرواحهم وأجسادهم، وفضّل ايلي تبوير الأرض على أن يستغل الإقطاعيون خيراتها وتعب الفلاحين، كما أنه دعا أخاه فرنسيس إلى شراء أراضي الإقطاع، بما يرسله له من مال، كي ينتهي زمن الاقطاع فلا تعود لهم أراضٍ ولا سلطة. ثالثًا: جسّد ايلي في شخص دون انطونيو شخصية اللبناني العريق، ابن وطى الجوز، وابن كل قرية، لم يتخلّ عن أصالته، إذ جعله يرفض، طويلاً، اسم دون انطونيو بدل اسم طنوس. كما جعله يتمسك بأخلاقه التي تربّى عليها في بيت أهله وفي مدرسة الراهبات، فيقاوم إغراءات ليلى وغيرها من النساء اللواتي وضعتهن العصابة في طريقه لاصطياده. ولكن يكمن في داخل طنوس، ولاحقًا دون انطونيو، زير نساء فيحب هيفا، وساره (الأخت كلاوديا)، ويتقرّب من ليلى، ويزرع جنيناً في أحشاء روزيتا ويتزوج أخيرًا باولا. ويستغرب القارئ برودة دون انطونيو أمام موت روزيتا وساره، إذ لا تنتاب دون انطونيو، وبالتالي، القارئ أية مشاعر أسى وحزن على فقدهما، فكأنهما ما كانتا تحظيان بأي حب من قبل دون انطونيو مع العلم أن علاقته بساره تعود إلى زمن الدير حين كانت ساره ما تزال الأخت كلاوديا. رابعًا: وما يسترعي انتباه القارئ ان ايلي لم يبيّن من هو انطون البلّاط أكثر من انه رجل عصابة المافيا. ولم يكشف لنا كيف نشأت العلاقة وأين مع طنوس حتى أقنعه بالسفر سوى الإغراء بالتجارة ثم الملاكمة. المبرّر الوحيد لهذا الإغفال، هو ما سبق ذكره، فإن ايلي ركّب الأحداث وعلاقات الأشخاص مع بعضهم بعضًا لأغراض يريدها، فاهتم بما يخدم أغراضه، وأغفل ما لا يخدمها. خامسًا: تبيّن، في أثناء سير الأحداث، أن ساره (الأخت كلاوديا) تعرف كل شيء عن ليلى، ولم يبيّن ايلي كيف تم لها ذلك. اكتفى بدهشة طنوس وتساؤله حول كيف تعرف ساره كل هذه الأمور عن ليلى. ترى هل يلمّح ايلي إلى علاقة سرية للأخت كلاوديا بأفراد العصابة؟ سادسًا: ورد في الرواية ان القس موسي على علاقة سرية بإحدى نساء وطى الجوز. وأن الأخت كلاوديا استجابت لمشاعرها الدفينة وتركت الدير لتلحق بطنوس، وانها أقامت معه علاقة غرامية. هل يريد أن يلمّح ايلي إلى فساد عند بعض المكرّسين والمكرّسات؟ أو انه يريد أن يبيّن أنّ المكرّس والمكرّسة من البشر العاديين الذين لهم قلب يحبّ وجسد يشتهي؟ سابعًا: أشار ايلي إلى أن بعض المهاجرين الذين اغتنوا نالوا غناهم عن طريق العصابات والمافيا. ترى هل كان يلمّح إلى أنّ الهجرة ليست بابًا للغنى إلا إذا اقترنت بالعصابات والمافيا؟ ثامنًا: لا بد من كلمة أخيرة حول أسلوب ايلي مارون خليل المميّز الموسوم باسمه الشخصي، من حيث سلاسة التعابير ومتانتها، وسهولة استخدام الحوار الذاتي والثنائي لكشف النفسيات وتطوير الاحداث، وبراعة السرد والوصف وفصاحة الألفاظ وبلاغة التعابير. إنها رواية ذات نهج جديد، لم نلحظه سابقًا في روايات ايلي مارون خليل ولا سيما ما فيه من ثورة عارمة على الإقطاع وصلت في النهاية إلى قتل روميرو، ممثل الاقطاعيين البشعين. ومن جرأة في كشف دواخل بعض المكرّسين والمكرّسات، وفي كشف نوازع خفيّة في الانسان (دون انطونيو) تأبى إلا أن تظهر، مهما حاول صاحبها كبتها. إن دون انطونيو نموذج للمهاجر اللبناني الذي تلاعبت به الأقدار من دون أن تفقده عزمه على متابعة النضال والكفاح في سبيل تحقيق ما هاجر لأجله.
التفاصيل

 

الترقيم الدولي: 9786144510773
سنة النشر: 2017
اللغة: عربي
عدد الصفحات: 223
عدد الأجزاء: 1

 

فئات ذات صلة

التقييم والمراجعات
0.00/5
معدل التقييم
0 مراجعة/ات & 0 تقييم/ات
5
0
4
0
3
0
2
0
1
0

قيّم هذا الكتاب




هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟

مراجعات الزبائن

لا توجد أي مراجعات بعد

متوفر

يشحن في غضون

المصدر:

Lebanon

الكمية:
تعرف على العروض الجديدة واحصل على المزيد من
الصفقات من خلال الانضمام إلى النشرة الإخبارية لدينا!
ابقوا متابعين