من الحرب على المدن إلى الحرب على الجسد تمتد رواية "كلَ الحق ع فرنسا" للروائية اللبنانية "ماري القصيفي" التي يرصد خلالها أي تأثير يمكن أن تتركه الحرب على الإنسان.
فعلى مدى قرن مستفيض في السنوات، ومن بوابة القرن العشرين وحتى ربوع القرن الواحد والعشرين، تمزج القصيفي بين أخبار عائلاتٍ شتتها الحرب وباعدت بين بطونها وأفخاذها من الأولاد حتى الأحفاد، ومن ربوع الوطن إلى مجاهل الغربة. يختصرون حكاية وطن ضاعت هويته الحقيقية، ويضع الحق على فرنسا الدولة التي انتدبت عليه منذ نهاية الحرب العالمية الأولى وإلى نهاية الحرب العالمية الثانية، إثر خروج جيوشها من البلاد...
هي قصة عائلة خلال مئة مروراً بالانتداب الفرنسي وحتى يومنا هذا، تطرح موضوع الهوية اللبنانية والتأثيرات الخارجية عليها، كما تعرض لتداخل شرائح المجتمع اللبناني التي لا تكف عن محاولة حياكة نسيج متلائم ومتين يواجه كلَ يوم احتمال التمزق والتشرذم "كل الحقَ ع فرنسا" هي العبارة التي ترددها "نجلا" الأم التي سهلت هرب ابنتها مع الكولونيل الفرنسي لتنقذ ابنها من السجن. وحين كان الجميع يذكرها بتأثير هذه الحادثة على سائر أفراد الأسرة بعدما تبيَن أن الكولونيل متزوج، كانت تلوم فرنسا وتتهمها بكل المآسي التي حصلت لها ولعائلتها. فهل الحق على فرنسا لأنها أتت إلى لبنان أم لأنها تركته..؟