بمزاجها الشخصي تقلب مارلين مسعد كانز يجير أوراق الحياة، تنتخب منها خواطر شعرية ذات وقع ورنين ومعنى، لتأتي في النص مبعثرة كأضمومة شعرية تعكس مناحي اشتغالاتها، وتنوع أداءاتها، وبراعة صياغاتها، ولتعكس أيضاً ثقافة الشاعرة وأسلوبها الكتّابي وبما يؤشر على القيمة العلائقية بين...

بمزاجها الشخصي تقلب مارلين مسعد كانز يجير أوراق الحياة، تنتخب منها خواطر شعرية ذات وقع ورنين ومعنى، لتأتي في النص مبعثرة كأضمومة شعرية تعكس مناحي اشتغالاتها، وتنوع أداءاتها، وبراعة صياغاتها، ولتعكس أيضاً ثقافة الشاعرة وأسلوبها الكتّابي وبما يؤشر على القيمة العلائقية بين الذات / الأنثى، وما تروم البوح به لنا في طقوس خاصة.
تقول الكاتبة في (المقدمة) التي تفتتح بها عملها "... كل خاطرة مرآة وتيه، تسوحُ في أزقة الحنين والحكمة، تزور جذور مشتاقة من تراب وجوده. فالوجوه والأماكن والقرية والعادات وقمر القنطرة العاشقة وصاج جدّته والجسر الحزين وحاووزه المتكئ على عينه الدامعة .. كلها تاهت ونزحت نحو شمس العصرية والعولمة، وشحب لون الأصالة والسَمَار الشرقيّ في أواصل ومهجة واقع خاطر حديث ..." وبهذا المعنى تريد الكاتبة العودة إلى الجذور، إلى عالمٍ مسكون ألفة ومحبة وروحاً، لا يتحقق وجود الإنسان إلّا به بعيداً عن شمس العصرنة وأدواتها.
هكذا تتموضع نصوص (خاطر المجنون) في الكتاب عبر جدل التماهي مع الماضي، وقد حقنتها الكاتبة بحمولات ومعاني أقرب إلى أن تكون جزءاً من سيرة حياة عابرة في الأمكنة والأزمنة، فالعبارات هنا بوصفها تعبيراً عن الغربة – غربة الذات وغربة الأرض - ، لا تكتمل فرديتها إلا حينما تواجه العالم وحيدة هذا المصير يتجسد في النص المكتوب إصفاءاً عميقاً من قِبَل الكاتبة لذاتها، وبما يعز على التوصيف، وهذه قريتي، سرقتها المدنية من أحواض الحبق والقرنفل ... من فصولها وغابات الزعتر، اضعتها وأبحث عنها .. في ذكرياتي القابعة داخل مرآتي ...".
يضم الكتاب ما يزيد عن الأربعين خاطرة انتظمت في ثلاثة عناوين رئيسية هي: 1- قرية خاطر المجنون، 2- سوق الخيال، 3- خواطر المجنون.