-
/ عربي / USD
طلق بطرس حبيقة في هذه المجموعة القصصيّة سراح التاريخ من ذاكرته ليحرّر الحاضر من كلّ الأغلال التي تكبّله وتعيق تقدّمه في إطار دورة عجلة الزمن الطبيعيّة نحو المستقبل، فيبدو في كافّة تجليّات إشراقات بوحه كأنّه يقدّم للقارىء خير شكوى: "أشكو نفسي لنفسي لعلّها تتحرّر من هذه الشكوى كما يتحرّر الخاطىء بالاعتراف من الخطيئة." من هنا، تتجدّد اعترافات الكاتب الشهيّة في سياق مجموعته بسلاسة مبهرة تستمدّ عناصر رونقها من أسلوب سرديّ أنيق يسكب أبجديّات اللغة مساحات مقدّسة من البراعة الأدبيّة المسكونة بالتوهّج والعنفوان، فتبدو جَميلة كأنّها المرأة–الوطن... "مدينة سقطتْ منذ زمان: هُدمتْ أسوارها كجدران من كرتون، سُبيتْ غنائمها وكنوزها. فلا ترى أمامكَ ما تحتلّ، وكلّ شيء قد احتُلّ قبلكَ"، ثمّ يبدو الواقع كما وأنّه نقيض الماضي... "يظلّ واقعًا إلى أن يقع تناقض، فيصبح ماضيًا... وما الماضي إلّا واقع تجاوزه واقع آخر، فخلّفه وراءه مرميًّا في سلّة النسيان".
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد