طوني عيسى في كتابه شهوة الموت: كشفتُ مرحلة مجهولة من حياة خليل حاوي كثيرون انتظروا من طوني عيسى، الصحافي والأستاذ في الجامعة اللبنانية- كلية الإعلام، كتابًا في السياسة أو الصحافة، لكنه فاجأ جمهور الأدب بكتابٍ عن خليل حاوي، أحد أبرز أعمدة الشعر العربي الحديث، تحت عنوان:...
طوني عيسى في كتابه شهوة الموت: كشفتُ مرحلة مجهولة من حياة خليل حاوي كثيرون انتظروا من طوني عيسى، الصحافي والأستاذ في الجامعة اللبنانية- كلية الإعلام، كتابًا في السياسة أو الصحافة، لكنه فاجأ جمهور الأدب بكتابٍ عن خليل حاوي، أحد أبرز أعمدة الشعر العربي الحديث، تحت عنوان: "شهوة الموت، بذور الانتحار في بواكير خليل حاوي". وقد جرى حفل توقيع للكتاب، الصادر عن "دار سائر المشرق"، في المعرض العربي الدولي للكتاب في "البيال" الشهر الفائت. موقع "مون ليبان" أجرى حوارًا قصيرًا مع طوني عيسى لتسليط الضوء على بعض الجوانب التي يتناولها الكتاب. • ما الذي دفعك إلى اختيار حاوي موضوعًا لكتابك الجديد، وهو الذي أُشبِع أبحاثًا ودراسات في لبنان والعالم العربي والعالم أجمع؟ - هذا السؤال في محلّه تمامًا. فموضوعة الموت، التي تقابلها موضوعة الانبعاث، كانت أساسية في معظم الأبحاث التي جرت عن خليل حاوي، خصوصًا بعد انتحاره في العام 1982. لكن الجديد في كتابي هو أنه لم يتناول شعر حاوي المنشور في ديوانه، بدءًا من "نهر الرماد" الذي أصدره في العام 1957، بل تناول القصائد التي كتبها قبل ذلك التاريخ، والتي لم ينشرها في مجموعاته الشعرية، ولم يتطرق إليها الباحثون إجمالًا لأنها ليست معروفة بمعظمها. • يعني هذا أنك أضأت على قصائد مجهولة نسبيًا... - آمل أن أكون قد نجحت في ذلك. فالروحية التي قادتني إلى إنجاز هذه الدراسة فيها الكثير من الصحافي لا من الباحث الأدبي. فقد أردت تزويد محبي الشعر وحاوي بمعلومات جديدة عن هذا الشاعر العملاق، والكشف عن بذور شهوة الموت في الأعوام الـ39 الأولى من عمر هذا الرجل، والبحث في ما إذا كانت هذه البذور هي التي نمت في مرحلة الإبداعات الأدبية الكبرى وقادته إلى الانتحار. • هل تتميَّز هذه البواكير بمقدار وافٍ من القوة والنضج الشعري؟ - معظم هذه القصائد كتبه خليل حاوي بالعامية اللبنانية. منها ما يمتاز بالقوة والنضج، ولكن في أخرى مواصفات "قصائد البدايات" التي تظهر غالباً في نتاج الشعراء الكبار. ويقول الدكتور إيليا، شقيق الشاعر، في كتابه عن حياته وشعره، إن خليلًا بقيت تنتابه الحيرة دائمًا في ما يمكن أن يفعله بهذه البواكير. وفي أي حال، ما كان يعنيني في هذا البحث بمعزل عن مستوى الجودة الفنية في هذه القصائد هو: هل كانت النزعة إلى الموت أو "شهوة الموت" تنتاب حاوي فيها؟ والكتاب يتضمن ملحقًا يجمع مقتطفات وافية من هذه القصائد. • أي جمهور تتوجّه إليه بهذا الكتاب؟ - في الدرجة الأولى، جمهور محبي حاوي والشعر العربي الحديث، وهم كثر في لبنان والعالم العربي والعالم. ثم هناك طلاب الأدب في مختلف الجامعات في لبنان وخارجه. وهناك المهتمّون بموضوعة الانتحار من باحثين في علم النفس وعلم الاجتماع، والمهتمّون منهم بانتحار الفنانين والأدباء والمفكرين. وعمومًا، يقدّم هذا الكتاب بحثاً ليس صعباً على غير المتخصصين في الأدب الإطلاع عليه. • في زمن يشهد تراجعاً لافتاً في الاهتمام بالأدب والفكر والثقافة، هل ما زال مناسبًا التوجّه إلى الرأي العام بأبحاث ودراسات في الشعر؟ - العقم الفكري الذي حذّر منه حاوي منذ البدايات يزداد في عالمنا العربي، ويا للأسف. وصحيح أن الاهتمام بالشعر والأدب والإنسانيات تراجع نسبيًا في العالم كله، لكننا في عالمنا العربي نقترب من التصحّر. وليس علينا إلا أن نواجه هذا الواقع المرعب بالتحدي ومزيد من الإصرار على العطاء، عملًا بمقولة أبي نواس "وداوني بالتي كانت هي الداء". فعسى ولعل. وفي أي حال، ليس مسموحًا لنا أن نستسلم.