يشكل هذا الكتاب دعوةً لإجتياز المعياريّة المتحجّرة التي انغمست فيها البلاغة إلى الأسلوبيّة بوصفها منهجاً علميّاً يفيدُ من الألسنيّة والبنيويّة، ويتعدّاهما إلى ما هو خارج النصّ من مسائل تتعلّق بالبيئة وبحياة المؤلّف وبسوى هذا من أمورٍ يُمكنُ العودة إليها لإضاءة النصّ...
يشكل هذا الكتاب دعوةً لإجتياز المعياريّة المتحجّرة التي انغمست فيها البلاغة إلى الأسلوبيّة بوصفها منهجاً علميّاً يفيدُ من الألسنيّة والبنيويّة، ويتعدّاهما إلى ما هو خارج النصّ من مسائل تتعلّق بالبيئة وبحياة المؤلّف وبسوى هذا من أمورٍ يُمكنُ العودة إليها لإضاءة النصّ ودراسته. فصحيحٌ أنّ الأسلوبيّة علمٌ قديمٌ في تصوّراته المبدئيّة إلاّ أنّه حديثٌ في بلورةِ غاياته وفي تشكيلِ مناهجِه، قادرٌ على الكشفِ عن القيمِ الجماليّة في الأعمالِ الأدبيّة وعلى دراسةِ الخصائص اللّغويّة التي بها يتحوّل الخِطاب من سياقِه الإخباريّ إلى وظيفة تأثيريّة وجماليّة.
عُنيَ هذا المنهج بالجانب العاطفيّ في نصّ أنسي الحاج ويوسف الخال وعبد الوهّاب البيّاتي، وعمل على إصابة مكامن الحساسية المتأثّرة لدى القارئ المتقبّل، وعلى تتبُّع بصمات الشّحن ومجموع الطّاقات الإيحائيّة التي تُبرز المفارقات العاطفيّة والإراديّة والجماليّة والإجتماعيّة والنفسيّة عند الشّعراء الثلاثة.