-
/ عربي / USD
لا تروم مقالات كتاب "أزاهيرُ العبث" تغييرَ العالم بأشيائه وأحيائه، فذاك جهدٌ رسوليٌّ لا تَدَّعيه، وإنّما قَصْدُها، كلُّ قصْدِها، هو أن تُفكِّرَ بالعالَم ومن أجله، بل قلُلْ: هي تُفكِّرُ مع العالَمِ ليكون جديراً بأن نحياه.
إنها تأملاتٌ جريئةٌ تقولُ ما ينقُصُ وجودَنا على هذه الأرضِ أو هي تُعدِّلُ إختلالَ إيقاع جريانه، فكُلّ مقالةٍ منها شغوفةٌ بالتسرُّبِ إلى جسد الواقع، تدخله لتقتلعَ من صفحةِ وعيه العموميِّ ما ترسّبَ فيها من حُشودِ المألوفِ وتزرعُ مكانَها إمكانَ وُجودٍ للإنسانِ جَذلٍ وسعيدٍ.
والكتاب بالتوصيفِ مُواجهاتٌ حرَّى فضاؤها حقولُ المعيشِ الشخصيّ والإجتماعيِّ والثقافيِّ والقيميِّ، حيث تتصدى كلّ مقالةٍ منه لفوضى ما يوجد خارجَ نصّها، أي لفوضى واقع القارئ، وتواجهُ كلّ جُملةٍ من المقالةِ اطمئنانها السّاذَجَ لحركةِ المعنى فيها، وتنتصرُ كلّ لفظةٍ من الجملة للذّةِ مَحْوِ تاريخ إستعمالها صانعةً لها في القول دلالةً بكراً، وجسداً فِكراً.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد