لعل الشيء الوحيد الأقل تبصراً من حرب كتبه حصراً المنتصر فيها هو ذاك الذي كتبه تحديداً أولئك الذين لم يشتركوا فيها. إن المزيج المعقد من البواعث، والقرارات، ووجهات النظر التي تحفز قادة الحرب الكبار تكون عادةً مفقودةً أو مبهمةً في أفضل الحالات. وتتفاقم هذه المشكلة عندما نتفحص...
لعل الشيء الوحيد الأقل تبصراً من حرب كتبه حصراً المنتصر فيها هو ذاك الذي كتبه تحديداً أولئك الذين لم يشتركوا فيها. إن المزيج المعقد من البواعث، والقرارات، ووجهات النظر التي تحفز قادة الحرب الكبار تكون عادةً مفقودةً أو مبهمةً في أفضل الحالات. وتتفاقم هذه المشكلة عندما نتفحص حرباً جرت بين نظامين مُغلقين كتلك التي وقعت بين العراق وإيران في عقد الثمانينات من القرن العشرين. إن وجهات نظر القادة الكبار العراقيين السابقين التي ضُمت في هذه الدراسة المتخصصة لا تخلو من التحيزات وينبغي الحُكم عليها في ضوء مصادر أخرى، إلا إنها تقدم لمحات مهمة تسبر عالماً كان مغلقاً في ماضيات الأيام. إن دراسة الحرب العراقيّة – الإيرانيّة المستندة إلى وجهة نظر المشاركين فيها من القادة العراقيين الكبار تقدّم لنا تبصرات تاريخيّة ثمينة، وستكون بمنزلة مرجع مفيد للمحللين والدارسين الساعين إلى فهم الصراعات التي جرتْ منذ أمد بعيد.