لم يكتف الكاتب مروان نجار، في هذا المؤلف، بسرد حكايته مع التلفزيون، بل أرّخ له منذ ما قبل تأسيس أول محطة له في لبنان، حتى يومنا هذا، من خلال إضاءته على تجربته الغنية في كواليس الصناعة التلفزيونية اللبنانيّة، وعلى شاشاتها حيث شكل علامة فارقة، وأرّخ فيه، بصمات لا تُمحى، لا...
لم يكتف الكاتب مروان نجار، في هذا المؤلف، بسرد حكايته مع التلفزيون، بل أرّخ له منذ ما قبل تأسيس أول محطة له في لبنان، حتى يومنا هذا، من خلال إضاءته على تجربته الغنية في كواليس الصناعة التلفزيونية اللبنانيّة، وعلى شاشاتها حيث شكل علامة فارقة، وأرّخ فيه، بصمات لا تُمحى، لا سيما في المزج بين الترفيه والتثقيف وتنمية الأبعاد الإنسانية والمواطنية لدى المشاهد، وأرّخ به الحقبات المتتالية من تاريخ لبنان وتجلياتها الثقافية والإجتماعيّة والوطنيّة على الشاشة الصغيرة، وصعود نجوم وأفول آخرين. بتأريخه للتلفزيون وفيه وبه، أثبت مروان نجّار أنه ليس فقط صاحب موهبة حاكت الإنسان بكليته، بل أيضاً صاحب "رؤية ورؤيا" ومشروع، إستناداً إلى إتقان رفيع للغات الإنكليزية والعربية والفرنسية، وثقافة موسوعيّة، عمادها الأوّل إجازة في الأدب المقارن من الجامعة الأميركية في بيروت، وأعمدتها المتشابكة: مجهود حثيث وشغف جامح للمعرفة، وذكاء تحليلي متقد، وموهبة قياديّة قطريّة واثقة الخطى.
إنها قصة العقود الأربعة، بحلوها، ومرّها، ومجدها، وخيباتها المتواصلة منذ العام 1976- لعنها الأطول في تاريخ التلفزيون في لبنان، والواعدة بآفاقٍ جديدة وإنتاج مختمر من شموس خبرة طويلة، ومن معاقرة مسارح وشاشات لندن وأميركا، أوليسَ هو القائل: "فأنا قد بلغت من العمر عتيّاً... ولم تُقعدني في صروفٌ أو ظروف... لذلك أحلامي كثيرة وهي تمشي... تمشي في كلّ إتجاه، ولا تنتهي، أتراها من طينة الأحلام أم... أضغاث ذكريات؟".