يتناول هذا الكتاب بمناسبة مئوية إعلان "دولة لبنان الكبير" الحركات التحرّرية التي أسّسها لبنانيون خصوصًا في مصر وبلاد الاغتراب بهدف التخلّص من نير السلطنة العثمانية في الخمسين سنة الأخيرة من احتلالها للبنان. ويستعرص الكتاب النشاط الفكري والثقافي والسياسي الذي رافق هذه الحركات والعناوين التي شكّلت عناصر تجاذب بين المجموعات الطائفية والسياسية.

كما يربط الكتاب عوامل الخلاف أو التقارب التي سادت حتى 1918 مع تلك التي نشأت خلال فترة الانتداب، ثم مع فترة الاستقلال حيث استمرّت عناصر التباين معطوفة على سوء ممارسة لاسلطة لتؤدّي إلى فشل النظام السياسي اللبناني في بناء دولة حديثة ووطن مستقرّ. واستنادًا إلى هذا الواقع الصعب، يطرح المؤلّف تصوّرًا لنظام سياسي جديد قادر على استيعاب هذه التناقضات، ويرتكز على اللامركزية السياسية والإدراية من أجل بقاء لبنان وتطوّر بدل استمرار انحداره نحو التفتّت والانحلال.