-
/ عربي / USD
إن جاز لنا أن نجتهد في تقسيم مراحل التكوين التاريخي للأمة العربية، فإننا سنقسمها الى ثلاثة أطوار. وهذا التقسيم يعتمد على مقياس الإضافات النوعية في صناعة هذا التاريخ. وفي سبيل ذلك فقد اعتبرنا أن بناء الدولة العربية، في ظرفها وزمانها، معياراً نوعياً. إضافة إلى ذلك بما أنجزته الدولة ذاتها من متغيرات حضارية أسهمت في تراكم التراث الإنساني.
لهذا، وإذا حسبنا أن الدولة مظهر من أهم مظاهر أمة من الأمم، فسنعتبر قيام أول دولة عربية مقياساً لدراستنا. لذا فإننا سنعتمد هذا المعيار في تقسيم الأطوار والمراحل التي مرَّت بها الأمة العربية. ولأن الدعوة الإسلامية، بإيديولوجيا دينية، شكلت حلقة وسيطة بين الطور التاريخي الذي عاشته الأمة قبل الإسلام، وبين معالم ومظاهر اتجاهاتها لبناء دولة وضعية، فسنقسم مراحل دراستنا الى ما يلي:
1-طور بداية التكوين القومي الذي سبق الدولة الدينية الإسلامية.
2-طور بناء أول دولة عربية في ظل الإيديولوجيا الدينية الإسلامية.
3-طور بناء الدولة العربية القومية، وهو الطور الحديث والمعاصر، الذي لا يزال يمر في مخاضاته الأولى في عصرنا الراهن.
من هذا التقسيم سنهتم بدراسة طور التكوين، ونقوم الآن بنشره، آملين أن يشكل محوراً لحوار نقدي نحسب أنه سيفيدنا في إنجاز دراسة متكاملة عن مراحل خطة بحثنا التي أشرنا إليها أعلاه.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد