-
/ عربي / USD
إن المدخل إلى الماركسية، الذي كتبه ماندل، والأسئلة والإنتقادات التي يمكن أن يحفزها، بعد صدوره لأول مرة بثلاثين عاماً، تكشف عصراً، وعلاقات ثوري بزمانه.
لقد أمكن رولان بارت أن يكتب عن فولتير أنه كان "آخر كاتب سعيد"، بمقدار ما كان في وسعه أن يعبر عن رؤية عالم برجوازيةٍ في عز إندفاعها، كانت لا تزال قادرة على الظن، بصراحة تامة، أنها تمثل مستقبل بشرية مستنيرة ومتحررة.
كذلك يمكن القول عن إرنست ماندل إنه كان أحد أواخر الثوريين السعداء.
والصيغة قد تفاجئ أو تصدم، إذ إن الأمر يتعلق بمناضل عرف أهوال الحرب والأسر، وكان شاهداً لمآسي قرن الحدود القصوى، وكان عليه أن يقاتل طيلة حياته عكس تيار الرياح السائدة.
بيد أنه كان ثورياً سعيداً بمقدار ما كان يحافظ، على الرغم من الهزائم والخيبات، على سلامة ثقة رواد الإشتراكية في مستقبل البشرية، وتفاؤلهم، على حافة قرنٍ عشرين كان يبشر بنهاية الحروب وإستغلال الإنسان للإنسان.
كان إرنست، الأنَسي الكلاسيكي ورجل الأنوار، يرى أن خيبات القرن العشرين لم تكن غير مواربة طويلة، أو تأخر مُغيظ، لا يتسببان بإعادة النظر في منطق التقدم التاريخي، وهذه القناعة العنيدة تصنع عظمته وضعفه، في آن.
من مقدمة دانيال بن سعيد - للطبعة الفرنسية الثانية من الكتاب 25 تموز / يوليو 2007
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد