لطالما شغل سؤال "المعرفة والهوية، المجتمع والدين" الفلاسفة والمفكرين ولا يزال. فقد شكل إحدى أبرز المعضلات الابيستمولوجية التي دارت حولها كبرى النقاشات والجدالات في تاريخ القكر الإنساني. وهو سؤال أصبح أكثر راهنية الآن، لأنه يحتل مساحة أكثر اتساعا، تتجاوز حدود الفلسفة لتتصل بقضايا وتساؤلات تطال مجالات اجتماعية متنوعة وحقولا بحثية متعددة التخصص. فقد أصبحت سياسات المعرفة والهوية وإشكاليات الدين والتدين، كما التطرف والتعصب والأقليات وغيرها، إشكاليات مطروحة بكثافة على أجندات البحث العلمي.

هذا الكتاب يطرح ويناقش الأدبيات السوسيولوجية والنظرية السائدة اليوم في مجال المعرفة والهوية والمجتمع والدين وما تثيره من سجالات ونقاشات في المجالين الأكاديمي والسياسي على السواء؛ وهو بالإضافة إلى ذلك يقدم قراءة تحليلية ونقدية للمقاربات العربية،مبرزا محاورها الأساسية وطارحا إشكالياتها الأساسية من خلال محاورة أبرز المفكرين العرب في هذا المجال.