-
/ عربي / USD
يُقرأ هذا الجزء الثالث من "السيرة النبوية" كملحمة حقيقية، طالما أنه يغطي في آن هجرة النبي ونفر من أصحابه من مكة إلى يثرب (المدينة)، ومسيرته في بناء جنين دولة ونشر تعاليم الإسلام إنطلاقاً منها، ومن ثم كيفية تحويله هذه المدينة إلى ركيزة ومنطلق لفتح ترابي سوف يتوسع بعد العودة المظفرة إلى مكة ليشمل شبه الجزيرة العربية برمتها.
المؤلف هشام جعيط، المؤرّخ الكبير للإسلام الأول، المعروف بعلمه المتبخر وأسلوبه السردي المُبهر، والمشهور بنظرته العلمية النقدية الصارمة إلى المصادر، يُقدّم لنا هنا صورة عن النبيّ، تجمع على نحو مدهش ما بين الإنسان المستلهم للوحي الإلهي، المرّبي والمشترع، وبين القائد الإستراتيجي الخبير بوقائع الميدان... الرجل الذي استطاع في بضع سنوات لا غير أن يخوض حروباً مع المعارضات على إختلافها وينتصر فيها كلها.
هذا الكتاب يندرج في نفس السياق الذي وُضع فيه "الوحي والقرآن والنبوة"، و"تاريخية الدعوة المحمدية"، و"الفتنة"، و"الكوفة"، و"تأسيس الغرب الإسلامي"... وهي كتب تصبّ جميعاً ضمن مشروع فكري يتعامل مع التاريخ العربي الإسلامي بعلمية المؤرخ وروحه النقدية بعيداً عن القراءة القدسية التي تخصص فيها الفقهاء وعلماء الدين... وعلى حد قول المؤلف نفسه، فإن كتابه هذا ما هو في النهاية إلا انتروبولوجيا تاريخية.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد