-
/ عربي / USD
ما من شكّ في أن مدوّنات التاريخ السريانية، التي نادراً ما يعود الناس إليها، تحفظ لنا تواريخ قديمة هامّة، وتحافظ على أحداث كبرى ماضية حيّة في الذاكرة... فتسدّ ثغرات غير مرئية في مراجع تأريخية أكثر شهرة، وتصوِّب الإتجاه في معالجة هذه القضية أو تلك ممّا حفلت به الأزمنة الغابرة.
من هنا، تشكّل التواريخ السريانية مصدراً حيوياً مهمّاً للتعرُّف على شخصية تاريخية فذّة مثل صلاح الدين الأيوبي، مؤسّس سلالة الأيوبيين؛ تلك السلالة الكردية الفخورة بأصلها والجريئة في طموحاتها وأعمالها، وهي التي مارست سلطتها وهيبتها على الشرق الأدنى زهاء ثلاثة قرون إعتباراً من القرن الثاني عشر ميلادي، فحكمت مصر وبلاد الشام وفلسطين واليمن وأعالي بلاد ما بين النهرين، وضمّت تحت سلطانها مدناً عريقة مثل دمشق وحلب وحمص وحماة والكرم وميافارقين وحرّان وحارم وحصن وكيفا والرها...
ثلاثة من المؤرّخين السريان هم: ميخائيل الكبير، والمؤرِّخ الرهاوي المجهول، وابن العبري، يروون لنا في هذا الكتاب ما عاينوه وخبروه شخصياً من حكم تلك السلالة الكردية: فتوحاتها وأعمالها وإنجازاتها، فضلاً من نزاعاتها وحتى أخطائها وسقطاتها، بلغة شعبهم، أي السريانية التي هي لهجة من لهجات اللغة الأرامية القديمة، فكانوا بذلك مصدراً رديفاً، إنما أميناً، للتعرّف على الدولة الأيوبية في عزّ تألقها وإزدهارها، كما في أقول شمسها وإنفراط عقدها.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد