-
/ عربي / USD
على ما عودنا في معظم أعماله المنشورة سابقاً، المؤلَّفة منها والمترجمة، يأخذنا الدكتور الزواوي بغوره في كتابه الجديد هذا إلى إرتياد حقل جديد كل الجدّة في مجال الفلسفة السياسية الإجتماعية، حقل أستوجبت إنبثاقه طبيعة العصر الراهن بما هو عصر مواجهة ومجابهة، عصر صراع ونضال، عصر نقد ودحض... إلخ.
فالصراع من أجل "الإعتراف" يحتلّ منزلة أساسية في الحراك الإجتماعي والسياسي حيثما كان، حتى بات مفهوماً مفتاحياً ونموذجاً إرشادياً للنزاعات في عصر العولمة، وهو ليس مفهوماً نظرياً فحسب كما قد يتبادر إلى الأذهان، بل مفهوم عضوي يتطّلب آليات وحلولاً عملية في قضايا المواطنة والعدالة والحرية والمساواة والديموقراطية والإحترام والتقدير وحفظ الهوية، وهو قمينّ بأن يُعالج علاجاً مُناسباً مشاكل القهر والهيمنة والإذلال والإقصاء والظلم والإفتئات والتمييز وما إلى ذلك من شرور إجتماعية يعج بها القضاء الكوني على إتساعه.
تمثل "فلسفة الإعتراف" أحد وجوه الفلسفة الإجتماعية المعاصرة التي تجنح نحو الديمقراطية التداولية، من حيث أنها تكشف النقاب عن عدم كفاية النزعة الفردانية والنموذج الليبرالي الخالص في تسوية العلاقات النزاعية والصراعية في المجتمع.
وقد كانت هذه الفلسفة موضوعاً رئيسياً بل قُل محورياً لأعمال نفر من الفلاسفة الغربيين وجْهها كل منهم وجهة متميزة عن الأخرى، ولعلّ أبرز هؤلاء الفلاسفة أربعة هم: بول ريكور، تشارلز تايلور، نانسي فريزر وأكسل هونث.
وقد أفرد المؤلّف لكل فيلسوف من هؤلاء الأربعة فصلاً كاملاً درس فيه بشيء من التوسع والتعمق المقدمات والطروحات والتعقيدات والخلاصات التي عالج بها كل فيلسوف الإعتراف ذات الوجوه المتعدّدة والمتنوعة؛ فجاء كتابه هذا أصيلاً مبتكراً، بشهادة الدكتور فهمي جدعان، الذي قدّم لهذا العمل، إذ لم يقتصر على عرض وتحليل هؤلاء الفلاسفة وغيرهم، وإنما حرص على تقديم رؤيته النقدية وإجتهاداته الفلسفية الخاصة به، ولا سيما لجهة تنقيبه التمهيدي في تراثنا العربي الإسلامي بحثاً عن وجه إسلامي لفلسفة الإعتراف، لعلّه إذا ما أخضع لدراسة مستفيضة ومعمّقة أن يكشف لنا عن وجود فلسفة إسلامية أصيلة في الإعتراف.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد