يضع المؤلّف كتابه هذا، في تقديمه له، في إطار مذهبه في التفكير والهجرة، وهو مذهب ينطلق من أسئلة العصر ويوظِّف مُساءلة التراث، حواراً ونقداً، في عملية إعادة بناء مفهوم الهجرة من زاوية جديدة.

يتركّز التفكير الحواري والنقدي في التراث، في القسم الأول من الكتاب، على ابن رشد وابن خلدون، وذلك بجرأة ودراية وحيوية قلّ نظيرها في الدراسات التراثية.

أما مسألة الهجرة، فإنها مطروحة من خلال دراسات إستكشافية، متميِّزة بالكثافة والوضوح معاً، حول مشكلات معقّدة ومقلقة، نذكر منها: التواصل، حقوق الإنسان، سلطة الدولة، العلاقات اللبنانية السورية، العلمانية... وغيرها.

ويختم المؤلف تقديمه للكتاب بهذه العبارات اللاّفتة جداً: "هنا، بعض الإشارات إلى بعض المسالك، من موقع متقدم للرصد البعيد على ضفاف البحر المتوسط".

إنه كتابٌ يستفزّ التفكير ويغنيه في زمن البحث والتأسيس للنهضة العربية الآتية.