على كتفيك زادك، ذاكرتك، وكل ما قد تحتاجه في رحلتك البرية، وفي قدميك أمتن ما يقيها من لدغة لن تطالك ما لم تدس أنت صاحبتها أولاً. وتغدو قبل الفجر على الدرب التي اخترتها وراء الزهور والطيوب والعطور، في وادٍ متثائب متلو لم تزل منعطفاته متشحة ببعض الليل.

وأنت هائم هكذا، أرك على الطريق الصحيح الشاق بوعورة مسالكه، الشيق بألوانه وزهو جوانبه، أراك تنحني أمام عشبة، فتستيقظ في لاوعيك أسماء قرأتها، أو تجثو أمام بتلات تشدك إلى الأرض فتلمع في ذهنك ألوان سحرتك، تداعب ثماراً تجهل مذاقها، فتحاول، وتويجات عابقة بالشذا، فتملأ رئتيك وتمشي... هنا تنتصب أمامك حشيشة الملاك وهناك الصفصاف...

ويأتي هذا المؤلف بحصيلة ذلك المشوار ليضمّ بين طياته "موسوعة النباتات الطبية" فيه من المعجم ترتيبه وتنظيمه ومن الموسوعة وصف الحقائق بشرحٍ وافٍ ومن زوايا متعددة؛ يعالج 319 نبتة فيذكر التسمية العربية مع مقابلاتها الإنجليزية والفرنسية والألمانية واللاتينية، أما الشروحات فقد توزعت على النوع والمركبات والخصائص والاستعمال وطريقة الاستعمال.

وقد ذيّل المعجم بخمس ملاحق للمركبات الكيميائية والفصائل النباتية والوصفات الطبية والمصطلحات الطبية والتقنية وبـ9 مسارد للمصطلحات الإنجليزية والفرنسية والألمانية واللاتينية، كما زوّد بـ56 صورة ملونة، وهي تمتاز بخصيصتين: قدرة بعضها، وأصالتها جميعاً، لأنها حصيلة عمل ميداني وليست اقتباساً من أي معجم أو من بنوك المعلومات.

والهدف من هذا الكتاب هو تحرير معجم عربي متخصص في موضوعه، عاماً في أهدافه، يحتاجه العالم والأستاذ والطالب والمثقف، ويلبي رغبة الناس في معرفة خصائص النباتات والاستفادة من استعمالاتها والابتعاد عن مضارها في عصر شكلت فيه العودة إلى التداوي بالأعشاب مباشرة أو مداورة، سمة بارزة في مسيرة العلم بعامة والطب بخاصة.